سائق أجرة فلسطيني أصم وأبكم يكدح لإعالة أسرة من 8 أفراد (فيديو)

يتحدى سامح أبو السعد من مخيم النصيرات في قطاع غزة الإعاقة صباح كل يوم، عندما يستيقط ويُلمّع سيارته المهترئة ويقودها بين الأزقة بحثا عن زبون.
لا يسمع سامح ولا يتكلم، لكنه يصارع للحصول على قوت يومه وإطعام أسرته المكونة من 8 أفراد.
ونقلت كاميرا الجزيرة مباشر في (حكايات البسطاء) قصة سامح التي روتها رفيقة دربه إسلام، وقالت إنه يعمل في نقل الركاب منذ 8 سنوات.
تكبدت الأسرة الفقيرة عناء لتوفير ثمن السيارة التي لم تتمكن من تغييرها مع أنها تتعطل أكثر مما تدور.
تُصدر السيارة عند كل عُطل أصواتا لا يتمكن سامح من سماعها، ويُنبّهه لها الركاب أو زوجته وهو عائد مساء كل يوم إلى المنزل.
تقول إسلام “يتعاطف تجار قطع السيارات مع سامح ويُصلحون سيارته دون مقابل، ويعتبرونها زكاة عن مالهم أو خيرا يرجون به الحسنات”.
يعلّق سامح في وجه الركاب عند مقود السيارة لافتة كتب عليها “لا أسمع ولا أتكلم إذا أردت أن تنزل اهمزني”.
نزلت الزوجة مع زوجها إلى عمله كل صباح حتى اعتاد على الزبائن واعتادوا عليه، وأصبحوا يعرفون وضعه ويحفظ هو وجوههم وأين سيترجّل كل منهم.
تقول إسلام لـ “الجزيرة مباشر” من وسط باحة منزلها الأشبه بالخيمة والذي يشي بوضع الأسرة، إن كثيرا من الزبائن يستنكرون كيف يعمل أحد في وضع سامح، وأن الجهات المختصة عليها أن تعيله وأسرته.
تدرك الزوجة أن انتظار المعونة قد يحرم أطفالها من لقمة العيش، وتشجع زوجها على العمل وإن كان بشكل متقطع بسبب وضع السيارة.
لا تتمنى إسلام سوى أن يكون مستقبل أطفالها أفضل منها، وقالت الزوجة إنها لا تريد شراء ملابس ولا طعام، تريد فقط أن يكون صغارها في أفضل حال.