عقوبات الغرب ضد موسكو.. تأثير “هامشي” ومادة للسخرية

يختلف الوضع في ساحة الحرب عنه في غرف السياسة وبينما تحاول القوات الأوكرانية صد التقدم الروسي السريع نحو العاصمة كييف، تلوّح الولايات المتحدة ودول أوربية بتطبيق عقوبات وصفتها بأنها ستكون “الأقصى” على روسيا.
وتعد العقوبات الاقتصادية السلاح الأبرز الذي تحدث عنه الاتحاد الأوربي منذ احتدام الوضع على الحدود الأوكرانية في حين تبدو روسيا غير مبالية بهذه الإجراءات.
وأكد كريستوفر دمبيك مسؤول الأبحاث والاستراتيجية في (ساكسو بنك) “تأثيرات العقوبات الاقتصادية التي فرضت حتى الآن على روسيا هامشي للغاية”.
وأضاف “لا يزال هناك المزيد من العقوبات التي يُمكن أن تؤثر سلبًا في روسيا، لكن العواقب ستكون وخيمة بالنسبة لدول أوربا أيضًا”.
— M K Khan (@mkk369) February 25, 2022
انقسام أوربي حول معاقبة روسيا
وفي الوقت نفسه، تشهد الدول الأوربية حالة من الانقسام فيما يتعلق بفصل روسيا عن النظام المالي العالمي (سويفت) حيث عارضت إيطاليا هذا القرار بسبب العواقب التي قد تترتب عليه.
وأشارت فرنسا إلى أن اللجوء إلى هذا القرار سيكون في حالة الضرورة القصوى.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، أمس الجمعة، إن خيار عزل روسيا عن نظام (سويفت) للمدفوعات العالمية بين البنوك “يظل قائما لكنه ليس الخيار الأول”.
وأكد وزير المالية الألماني إن بلاده لا تعارض إقصاء روسيا من نظام (سويفت) لكنها “لكننا نفكر بالعواقب”.
There's a difference between Real America and Reel America…#russiaukrainewar #BidenIsADisgrace #NATO pic.twitter.com/x0lejyxQDK
— Decoding Truth (@MayurBharad) February 25, 2022
وعلي هذا المنوال، كان الموقف الأوربي المتخبّط هو ذاته تجاه فرض عقوبات علي مشروع خط أنابيب الغاز الروسي عبر بحر البلطيق إلى أوربا (نورد ستريم).
ولم يصدر الاتحاد الأوربي -رغم انتهاء اليوم الثاني من الغزو الروسي ضد أوكرانيا- عقوبات “ذات ثقل” يمكنها فعليا التأثير بالسلب في موسكو.
وكان الاتحاد قد فرض عقوبات على 27 شخصية ومنظمة روسية غالبيتها مرتبطة بالمصارف والقطاع المالي، بينما لا تزال دول الاتحاد تبحث العقوبات التي تطالب بها كييف والتي تستهدف بشكل مباشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأصبح التلويح بالعقوبات الغربية ضد موسكو “مادة للسخرية” بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عدوا المماطلة في فرض عقوبات حقيقية ضد بوتين تردعه عن الغزو “تخليا عن أوكرانيا”.
#NATO #Ukraine #WARINUKRAINE #usa #uk #UkraineRussia #UkraineUnderAttack pic.twitter.com/Q7w096CB5v
— Paulo 🇵🇹🇺🇦 (@paancapi) February 25, 2022
ونشر ناشطون علي مواقع التواصل صور ساخرة (ميم) تظهر تصدي كييف بمفردها للغزو الروسي، وهي الحقيقة التي أشار إليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما قال في خطاب له إن الجميع “ترك أوكرانيا بمفردها في مواجهة روسيا”.
والجمعة، أعلنت بريطانيا تجميد أصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، إلا أن السخرية جاءت عندما قالت وزارة الخارجية الروسية إن بوتين ولافروف “لا يملكان أي حسابات في بريطانيا أو أي دولة أجنبية لكي تُجمَّد أو تُوقف”.
بعد إعلان بريطانيا 🇬🇧 عن فرض عقوبات على أصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف في بريطانيا
✍️وزارة الخارجية الروسية ترد بوتين و لافروف ليس لديهما حسابات في #بريطانيا
أو أي دولة أجنبية أخرى🥴🤣🤣🤣😂— ليليان الشركسية (@_Lilian_Ivanov) February 25, 2022
تردد أمريكي
وظهرت الولايات المتحدة وكأنها مترددة في استهداف بوتين مباشرة بالعقوبات خوفا من ارتفاع أسعار النفط.
بدا ذلك عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، أن عقوبات موسكو “ستستغرق بعض الوقت حتى تظهر نتائجها”.
وأشار إلى أن اتباع هذا النهج في فرض العقوبات من شأنه “تفادي تداعيات ارتفاع أسعار النفط على الأمريكيين”.
No one wants war, but one starts to get the impression that Putin is undeterred by our threats over Ukraine. 🤔
Follow for more cartoons!#Putin #invasion #UkraineRussiaCrisis #UkraineConflict #UkraineCrisis #Biden #political #comics #webcomic #webcomics #cartoon pic.twitter.com/xnlll5Zvqt
— Garthtoons by Garth German (@garthtoons) February 22, 2022
موسكو مستعدة للعقوبات
من جهتها، أكدت موسكو أنها كانت مستعدة للعقوبات في تحد واضح للقوى الغربية.
وقالت المتحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مخاطبة الدول الغربية، الجمعة، إن “العقوبات بحق الرئيس ووزير خارجية البلاد هي مثال وإثبات على العجز المطلق لسياستكم الخارجية”.
وأضافت للتلفزيون الروسي أن العلاقات بين موسكو والدول الغربية اقتربت “من نقطة اللا عودة”.
روسيا توقف مشروع إدانة من مجلس الأمن
واستخدمت روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لتعطيل قرار يدين عمليتها العسكرية في أوكرانيا بعد أن صوّتت 11 دولة لصالح مشروع القرار، بينما امتنعت 3 دول عن التصويت هي الصين والإمارات والهند.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأخرى قد طرحت مشروع القرار.
This is going to hurt so badly, especially after Eurovision ban :)) #StopWar #russianinvasion #UkraineUnderAttack #UkraineInvasion #Nato #UnitedNations #UN pic.twitter.com/Jf2tIPdOmp
— Mahmoud (@Mahmut10185152) February 26, 2022
ويعد هذا الإجراء دليلا على النفوذ الروسي وعدم استسلامه لسلاح العقوبات.
وأطلقت روسيا، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا تبعتها ردود فعل غاضبة من دول عدة ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
Imagine being #Biden or #NATO.
Going to sleep knowing you have the power to save lives who haven't slept in three days.#Putin has blood on his hands with #Ukraine.
But equally so do the people who could do something about it.
Fuck your #sanctions.
Find your HUMANITY!
🇺🇦🇬🇧 pic.twitter.com/CvJ4CwCNiS
— Stephen J Pharro (@BookCleansing) February 26, 2022