طلاب عرب للجزيرة مباشر: السلطات الأوكرانية تعاملنا بعنصرية شديدة ولا نريد سوى العودة إلى أوطاننا (فيديو)

نقل الطلاب العرب في أوكرانيا معاناتهم بسبب القصف المستمر ومحاولة عبور الحدود سعيًا إلى الوصول لأوطانهم.
وقال سمير عياد للجزيرة مباشر، صباح الاثنين، إنه عالق هو وزملاء له من جنسيات عربية مختلفة في محطة قطار مدينة خاركيف.
وأفاد أنهم يرغبون في الوصول إلى إحدى المدن الحدودية مع رومانيا أو بولندا لمغادرة البلاد الواقعة تحت القصف الروسي منذ الخميس الماضي.
وأوضح الطالب أنهم ينتظرون في محطة القطار، لكنهم يعرفون أي تفاصيل عن الوجهة التي سيقصدونها، مضيفا أن هذه هي حال مئات الطلبة الأجانب.
ممرات خاصة للأوكرانيين
وقال عياد إنه هو وزملاؤه يتعرضون للتمييز، إذ تعطي السلطات الأوكرانية الأولوية للمواطنين وتفصل بينهم وبين الأجانب، فتوفر ممرات خاصة للمواطنين وأخرى للأطفال ثم الأجانب من باقي الجنسيات.
وتحدث الطالب اللبناني عن تقصير السفارات العربية في تدبير الوضع، وقال إنه لم يتواصل معه أحد من المسؤولين، موضحًا أن الطلاب يعتمدون على أنفسهم للنجاة.
وأفاد عياد في اتصال هاتفي للجزيرة مباشر أن كل وسائل النقل معطلة عدا القطارات التي يأتي أحدها على رأس كل 4 ساعات، وتوقع وجود حوالي 500 أجنبي في المحطة.
ووصف سمير عياد الوضع الأمني في خاركيف بأنه كان خطيرًا جدا أمس، إذ منعته قوات الجيش الأوكراني من مغادرة المنزل، ثم أصبح أقل خطورة اليوم مع استمرار دويّ الرصاص.
السلطات تمطرنا بالشتائم والضرب
ومن الحدود مع بولندا، نقل الطالب المغربي أحمد رجات للجزيرة مباشر الوضع، مفيدًا أن بعض الأشخاص يمكث هناك منذ 5 أيام في انتظار المغادرة.
وتحدث رجات عن عنصرية السلطات الأوكرانية في التفريق بين مواطنيها والأجانب، وأفاد باستخدمها العنف في العديد من المرات مع تزايد ضغط أعداد الوافدين.
ووصف الطالب الوضع بأنه كارثي، قائلا إن اكتظاظ النازحين من كل الجنسيات أدى إلى إصابات في صفوفهم بسبب عنف السلطات، لكن الوضع الأمني الآن مستقر.
وأوضح رجات أن السلطات جعلت مواطنيها في الصفوف الأمامية، وأنهم عبروا الحدود عبر حافلات، في حين يتقدم الأجانب سيرًا على الأقدام تحت وابل من الشتائم من السلطات الأوكرانية.
وأفاد أحمد أنه قدِم إلى الحدود البولندية عبر القطار من خاركيف بعد تحذير من السلطات بمغادرة كل المدن القريبة من الحدود الروسية.
وأضاف أنه هو وزملاؤه بعد نزولهم من القطار استقلوا سيارة أجرة تقاضى سائقها 100 دولار على الشخص في مسافة لا تتجاوز 75 كيلومترًا، ثم تابعوا السير مشيًا مسافة تقارب 45 كيلومترا.
وقال الطالب إن عدد المغاربة الموجودين في أوكرانيا يصل إلى 20 ألفا تمكن بعضهم من المغادرة، ولا يزال كثير منهم على الحدود مع نازحين أوكرانيين وآخرين من جنسيات أخرى قدرهم بالملايين.
مؤونتنا تنفد
وأفادت لبنى العايب من الحدود الأوكرانية البولندية للجزيرة مباشر بأن الوضع مزرٍ وأن الاكتظاظ شديد، موضحة أن زملاءها وصلوا إلى الحدود سيرًا على الأقدام من مسافات طويلة في درجة حرارة تصل إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر.
وأوضحت أن زملاءها الذين واصلوا السير اضطروا إلى إحراق ثيابهم للحصول على بعض الدفء، مضيفة أن بعضهم وصل بعد مشقة وعناء شديدين.
وقالت الطالبة التونسية إن آلاف الأوكرانيين والأجانب عالقون في عدد من المركبات التي لم تتمكن من وصول الحدود بعد، وأضافت أنها قدِمت من مدينة تبعد عن الحدود البولندية بـ1200 كيلومتر، وأن سفرها استغرق 3 أيام.
وأضافت أنها هي وأصدقاؤها استعدوا بأخذ كميات كبيرة من الطعام والماء، لكنهم لم يتوقعوا المكوث كل هذا الوقت في الطريق، وأن مؤونتهم بدأت تنفد.
وقالت لبنى إن كل المناطق التي عبروها ريفية وأنهم نادرا ما كانوا يصادفون نقطًا يمكنهم شراء الماء منها وشحن هواتفهم، وأن المياه الغازية أيضا نفدت.