إلى أم ريان.. رسائل قلبية مؤثرة من جمهور الجزيرة مباشر (فيديو)

والدا ريان مصدومين: رضينا بقضاء الله.. هذا قدرنا (منصات التواصل)

وجه جمهور الجزيرة مباشر رسائل قلبية إلى والدي الطفل المغربي ريان، الذي هزّت وفاته داخل بئر عميقة في إقليم شفشاون شمالي المغرب مشاعر الملايين في العالم.

وبعد نحو مئة ساعة قضاها الطفل ذو السنوات الخمس وحيدًا في وحشة البرد وظلمة الليل بلا ماء ولا غذاء، انتقل ريان من ضيق الأرض إلى سعة السماء مع وصول فرق الإنقاذ إليه بعد أن تعلقت به القلوب وتشبثت بنجاته الآمال.

وخلّف موت ريان صدمة لمئات الملايين الذين تابعوا قصته على مدار 5 أيام منذ بدايتها بسقوطه في بئر سحيقة قرب منزل عائلته بقرية إغران في إقليم شفشاون شمالي المغرب، وحتى نهايتها المؤلمة الحزينة بإعلان العثور عليه ميّتًا.

وكما انعكس الحزن على منصات التواصل العربية والعالمية لتتحول إلى دفتر عزاء كبير شارك فيه رؤساء دول وشخصيات عامة، كان للبث الحي عبر الشاشات -ومن بينها الجزيرة مباشر- وقعٌ خاصّ إذ اعتبرها متابعو فاجعة ريان متنفّسًا صادقًا لمشاعرهم يعكس مدى ألمهم وتعاطفهم مع ريان وأسرته، وهي أحاسيس لا تكفي كلمات التعازي لوصفها أو التعبير عنها.

في وداع ريان

فمن السودان، وجهّت نفيسة رسالة مؤثرة من القلب إلى أم ريان عبر شاشة الجزيرة مباشر قائلة “ريان ابن الأمة الإسلامية والعربية وليس ابنك فقط. ربنا يصبّرك ويرزقك توأمًا له. كوني قوية”.

وتابعت بينما تخنق كلماتها العَبَرات “عزائي لك يا أم ريان. ابنك حرّك أفئدة الملايين فأعاد ترابط الشعوب العربية. حالتي النفسية سيئة للغاية وكأني فقدت أحد أفراد أسرتي”، موجهة الشكر للجزيرة قائلة “أنتم تقفون مع الشعوب دائمًا”.

ومن الإمارات، قال أبو أحمد بصوت يعتصر ألمًا “لا أعرف هل نعزي أنفسنا أم نعزي أهله، ربنا رحمه. كان أمرًا مخيفًا. ريان أثّر في كل الأمة والإنسانية. تابعنا القصة منذ اللحظة الأولى وحتى خروجه من البئر. ربنا يصبّرنا جميعًا”.

أما أحمد من اليمن، فأكد أنه لم يغفُ أو ينام على مدار 5 أيام ليتابع قصة ريان التي اعتبر أن أفضل ما فيها رغم مرارتها أنها أعادت الأمة العربية لتقف على قلب رجل واحد، موجهًا الشكر لفريق الإنقاذ وداعيًا لأهله بالصبر والسلوان.

ومن المغرب قدّم عبد الكريم تعازيه لعائلة ريان الصغيرة والكبيرة، مشيدًا بجهود وسائل الإعلام التي نقلت القصة لحظة بلحظة وبخاصة الجزيرة شاكرًا لها مواساتها للشعب المغربي بأكمله.

وتابع “تقشعر الأبدان لهذا المصاب الجلل. وتحية للشعوب العربية والإسلامية للتضامن الواسع كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

وتابع “ما عكسته فاجعة ريان دل على ذلك التضامن. الشعب المغربي كله يتألم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله”، معتبرًا أن ريان الذي لقيت قضيته تضامنًا وتعاطفًا عزّ نظيرهما أخرج أفضل ما فينا وهي الإنسانية.

وتصدّر اسم (ريان) وسائل التواصل باللغتين العربية والإنجليزية، منذ رحيله، كما احتل الصدارة في قائمة الأكثر بحثًا على غوغل، وتحولت المنصات والمواقع إلى دفتر عزاء كبير للطفل الفقيد الذي استطاع -وهو في غيابة الجب- توحيد قلوب العرب والمسلمين على مدار خمسة أيام تحت كلمة “الإنسانية” بعدما فرّقتهم منذ سنوات صراعات سياسية واقتصادية وأيديولوجية.

وعبّر ناشطون وإعلاميون ورجال الدين والسياسة ونجوم الكرة والفن في شتى بقاع الأرض، عن حزنهم لوفاة الطفل الذي حظي بتعاطف كبير وواكب العالم قصته ثانية بثانية منذ سقوطه في البئر السحيقة عصر الثلاثاء حتى عملية إنقاذه الصعبة التي شبهها البعض بـ”ولادة قيصرية متعثرة خرج منها الجنين ميتًا”.

واحتاجت فرق الإنقاذ خمسة أيام للوصول إلى الطفل لأنه كان عليها أولًا حفر شق عميق ضخم ثم نفق أفقي. وقد تعثّر تقدمها بسبب طبيعة التربة.

ويستعد المغرب لتشييع جثمان الطفل ريان في وقت لاحق اليوم الاثنين، ويُرتقَب أن تُشيَّع جنازته في قرية إغران التي كانت مسرحًا للحادث شمالي المملكة.

ونُقل الطفل بعد إخراجه من البئر إلى المستشفى العسكري ولم يعرف ما إذا كان قد خضع للتشريح. وبدأت السلطات منذ أمس الأحد عمليات ردم البئر والنفق الذي قامت بحفره.

وحرص والداه -خلال تصريحات إعلامية مقتضبة- على شكر جميع من وقف بجانبهما معزيين نفسيهما “الحمد لله، هذا قضاء الله. هذا قدرنا”، ولخص التلفزيون المغربي قصة الطفل تحت عنوان “قصتك وحدت الإنسانية.. وموتك أحزن العالم.. وداعًا ريان”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان