كم مرة رأى النبي جبريل في هيئته الحقيقية؟ وكيف كانت صورته؟ (فيديو)

كشف الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ القراءات وعلوم القرآن بجامعة قطر عن عدد المرات التي رأى فيها النبي محمد ﷺ جبريل عليه السلام في هيئته الحقيقية التي خلقه الله عليها.
كم مرة رأى النبي جبريل في هيئته الحقيقية؟
وقال المجيدي – في لقاء مع برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر إن النبي رأى جبريل في هيئته الحقيقية مرتين، إحداهماعندما نزل من غار حراء والأخرى عند سدرة المنتهى.
وأوضح المجيدي أن أول لقاء مشهود بين النبي محمد ﷺ وجبريل عليه السلام كان في غار حراء وكان في هيئة إنسان عندما قال له إقرأ فقال له النبي ما أنا بقارئ، وعندما خرج النبي من الغار ونزل إلى الوادي رأى جبريل على العرش في الهواء فأخذته رجفة شديدة. حسب حديث الرسول ﷺ في صحيح مسلم.
وبيّن أن النبي رأى جبريل مرة أخرى في هيئته الحقيقية عند سدرة المنتهى، كما قال الله تعالى في سورة النجم “ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى”.
ومن حديث مسروق عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما، قال صلى الله عليه وسلم “لَمْ أرَهُ (أي جبريل) علَى صُورَتِهِ الَّتي خُلِقَ عليها غيرَ هاتَيْنِ المَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ ما بيْنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ”. متفق عليه.
ما هو شكل سيدنا جبريل الحقيقي؟
وذكر النبي في الحديث أنه عندما رأى جبريل كان عليه 600 جناح تتناثر من أجنحته تهاويل الدر والياقوت، أي أن أجنحته لا يمكن وصفها والله تعالى يقول “الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلًا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ثم يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير”.
والظاهر أن أجنحة جبريل عليه السلام ممتدة في هذا الخلق العظيم -وفق المجيدي- وقد ورد أنه عندما رفع قرى سدوم وكانت 5 قرى التي كان يسكنها قوم لوط رفعها بطرف من أطراف أجنحته فقط حتى ارتفعت إلى السماء ثم هوى بها إلى الأرض.
وقد حدثنا النبي ﷺ -كما في سنن أبي داوود- أن الله خلق ملكًا من ملائكة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمئة عام، وعبارة “يزيد في الخلق ما يشاء” تجعلنا نتصور بشكل غير محدود كيف أن الله قادر على خلق كل شيء.
كم مره ذكر جبريل عليه السلام في القران؟
ذُكر جبريل عليه السلام في القرآن الكريم ثلاث مرات باسمه الصريح “جبريل”، وذلك في الآيات التالية:
سورة البقرة (آية 97):
“قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ”.
سورة البقرة (آية 98):
“مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ”.
سورة التحريم (آية 4):
“فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ”.
كما ذُكر جبريل عليه السلام بأسماء وصفية أخرى مثل “روح القدس” و”الروح الأمين” في مواضع متعددة من القرآن.
كم مرة ينزل جبريل إلى الأرض بعد وفاة الرسول؟
بعد وفاة النبي محمد ﷺ، لا يوجد دليل شرعي قطعي يحدد عدد مرات نزول جبريل عليه السلام إلى الأرض أو ينفي نزول. لكن بما أن نزول جبريل كان مرتبطًا بالوحي، وبما أن الوحي قد انقطع بوفاة النبي ﷺ، فإن نزوله المرتبط بالوحي غير مذكور.
وروى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر رضي الله عنه، لعمر رضي الله عنه: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟! ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما أبكي، أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.
وأما نزوله بغير الوحي فإن هذا ممكن في أي زمان، كما ورد عن بعض المفسرين من تفسير الروح بجبريل عليه السلام في قوله تعالى عن ليلة القدر: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوح [القدر:4].
وكذا في قوله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج:4].
وهو تفسير يؤيده قوله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء:193].