واحد من كل 4 أسرار يفشيها المقربون منك.. لماذا؟ ولمن يمكن أن تبوح بها؟
اعترف مشاركون في دراسة نشرت نتائجها مجلة (فوكس) الإيطالية، بأنهم كشفوا أسرارًا لدى آخرين بمعدل 30%، أما تلك التي باح بها أحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين فكانت بنسبة 26%، أي بمعدل 1 من كل 4 أسرار.
وقال فريق الباحثين إن كتمان الأسرار يعتمد على نزاهة الشخص، واعتبروا أيضا أن الشخص الذي تُفشى أسراره يراه الناس أنانيًّا ولا مبادئ له.
وعرّف دكتور السلوك الأمريكي مايكل سليبيان، السرية بأنها نية حجب بعض المعلومات عن شخص أو أكثر، موضحًا في كتابه “الحياة السرية للأسرار” أن هناك أمورًا لا نناقشها مع أنها ليست أسرارًا، لكنها تدخل في خانة الخصوصية.
من يحافظ على سرّك؟
وقال مقال لصحيفة (نيويورك تايمر) الأمريكية، إن البروفيسور في جامعة كولومبيا أفاد بأن الأزمة ليست في إخفاء السر خلال التفاعل الاجتماعي، وإنما في التعايش معه بمفردك في أفكارك.
وذهب إلى أنه كلما زاد تفكير العقل في السر، كان من الصعب عليه عدم الحصول على الدعم العاطفي أو النصيحة، موضحًا ذلك بقوله “عندما نكون بمفردنا مع شيء مهم، خاصة الضار أو المزعج، فإننا لا نتمكن من التفكير فيه بشكل حكيم”.
وقال دكتور السلوك، إن السر الذي تفكر فيه طوال الوقت هو السر الذي يصعب الاحتفاظ به، مفيدًا بأن هناك 3 أبعاد أساسية يفكر بها الناس في أسرارهم؛ أحدها ما نسميه “الترابطية الاجتماعية” أي الأسرار التي تتعلق بأشخاص آخرين.
وأضاف أن البعد الثاني هو مدى أخلاقية السر، وأن الثالث هو مدى ارتباطه بأهدافنا، وهو ما يعني غالبًا مهنتنا.
وشدد سليبيان على أنك إذا اخترت الشخص المناسب، فيمكنك أن تتحدث عن سرّك ويظل سرًّا، لذا فهذه استراتيجية فعالة، موضحا أنه إذا كانت للشخص قيم مختلفة عنك، فإنه لن يكون مناسبًا لكتم أسرارك.
وأوضح أن الشخص الذي يُحتمل أن يحافظ على سرّك هو الشخص الذي يفكر في الأمور بنفس طريقتك من الناحية الأخلاقية.
متى يُفشَى السرّ؟
ومن جانب آخر، قال الدكتور إن عناك من يشعر بالسعادة لأن شخصًا ما شعر بالراحة الكافية للكشف عن شيء حساس، معتبرًا أن الأمر حميمي ويمكن أن يقرب بعض الناس من بعضهم، لكنه لا ينصح بإطلاع مجموعة من الأصدقاء على السرّ.
وقالت المتخصصة في علم الاجتماع سارة كوان إنه من غير الطبيعي أن نُطلع أحدًا على سرّ يتعلق بأمر يجده مرفوضًا أخلاقيًّا لدرجة أنه سيكشف عنه لطرف ثالث.
ورأت أن الأطفال الصغار أيضا يعرفون حميمية مشاركة المعلومات، وأنك إذا سألت طفلًا ما الذي يجعل شخصًا ما أفضل صديق، فقد يجيب قائلا “إنه شخص تشارك معه الأسرار”، ذلك لأن الأطفال عادة ما يحتفظون بأسرار خاصة بعالم الطفولة كما أنهم يحصلون على هذه القوة الاجتماعية الإيجابية من مشاركة تلك الأسرار مع أصدقائهم ومعرفة أسرار أصدقائهم.
وعند بلوغ سن المراهقة، يشعرون بالقلق من أن يواجهوا المشاكل بسبب أمور يرفضها المجتمع، وهنا تعني لهم السرية ما تعنيه للكبار، فيصبحون أكثر قلقا بشأن عواقب الكشف عن المعلومات.
وعاد دكتور السلوك مايكل سليبيان، فأوضح أنه لا توجد لحظة مثالية للكشف عن سرّ، لكن الشخص يشعر في بعض الأحيان بأنه يتعين عليه تحقيق تلك اللحظة، التي قد تُشعره بالشجاعة.