“فلنحيينه حياة طيبة”.. ما هي أماراتها مع أن هناك من يبارز الله بالمعاصي ويحيا في رغد؟ (فيديو)
قال الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة الدكتور جمال عبد الستار إن مقياس الحياة الطيبة هو الطمأنينة القلبية والسكينة النفسية والرضا الإنساني.
جاء ذلك في حديثه للجزيرة مباشر عبر برنامج (أيام الله) ردًّا على شبهة أن هناك من أعرض عن ذكر الله وبارز الله بالمعاصي وظلم العباد، وهو يعيش في رغد وقوة ومنعة، والله عز وجل يقول “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى” (سورة طه الآية 124).
ورد عبد الستار مستشهدًا بقول الله عز وجل في القرآن الكريم “من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” (سورة النحل الآية 97).
وأضاف “أن مقياس الحياة الطيبة بالطمأنينة القلبية والسكينة النفسية والرضا الإنساني، فإن أكثر الناس ربما يُعطون الأموال والأولاد، ولكنهم يحرمون الرضا والطمأنينة. يقول الله عز وجل “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” (سورة الرعد الآية 28).
وقال عبد الستار “ألم نستمع إلى قول الله تعالى “فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون” (سورة التوبة الآية 55)، فتلك الأموال يعذب للحصول عليها، وتلك المناصب يعذب للحصول عليها، ثم يعذب للمحافظة عليها بعد ذلك”.
واستطرد عبد الستار قائلًا “النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا أن نضبط المقاييس حتى في الغنى والفقر فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (ليس الغِنَى عن كَثرَة العَرَض، ولكن الغِنَى غنى النفس)”.
وعقّب موضحًا “لذلك تجد الفقير المؤمن بالله، مطمئن البال مرتاحا راضيا بما قسم الله تعالى، فتجده أغنى من أثرياء العالم لأن الله رزقه الطمأنينة، وهي محصورة ومقصورة لا يجدها إلا من ذكر الله ذكرا حقيقيا واستمر على نهجه سبحانه”.
وختم عبد الستار بالقول “سل الذاكرين عن رحمة الله في قلوبهم، واسأل المسبحين عن هداية الله لنفوسهم، واسأل السائرين إلى الله كم أغنى قلوبهم وليس معهم المال، وكيف ازدادوا قوة وعزة ولم يكن معهم العتاد؟ لأنهم استغنوا بالله واطمأنوا بالله فكانوا أعز خلق الله على وجه الأرض”.