مستشار أسري يوضح أسباب تزايد معدلات الطلاق عربيا (فيديو)

أوضح مستشار الشؤون الأسرية والتربوية وخبير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف القطرية الدكتور أحمد عبد القادر الفرجابي، أسباب تصاعد معدلات الطلاق في المجتمعات العربية إلى مستويات صادمة.
وقال الفرجابي في لقاء مع برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر، إن أرقام الطلاق في المجتمعات العربية والإسلامية في تذبذب وتأرجح مستمر لكنها جميعها في تزايد كما الغرب، وهو دليل على وجود عوامل خارجية مثل عدم استقرار الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء المكشوف الذي جعل العالم بمثابة شاشة في يد الكبير والصغير.
ولفت إلى توصية المتخصصين في هذا المجال بضرورة تحليل تلك الإحصاءات لمعرفة مواطن الخطر والأسباب الفعلية لارتفاع حالات الطلاق التي تهدد مجتمعاتنا.
وتوقّف الفرجابي عند التدخلات العالمية وعالم التواصل الاجتماعي، فقال “ظهر الفساد في البر والبحر، والآن الجو أيضًا، فهذه التقنية تقدم أنماطًا مشوهة وصورًا غير حقيقية وتصورات يحلم بها الناس لكنها غير موجودة في الواقع، وهذا كان له أثر خطير وكبير جدًّا”.
وذكر أسبابًا أخرى مثل سوء الاختيار والتعقيدات عند بعض الأسر بين إفراط وتفريط لطرفي العلاقة، فالشريعة تمنح حق “النظرة الشرعية” للشاب والفتاة وإلا ظلمناهما، وإذا توسعنا في مسألة الخروج والدخول أيضًا فهذا ظلم.

وأشار إلى دراسة غربية أثبتت أن العلاقات المفتوحة قبل الزواج هي المسؤولة عن 85% من نسبة الفشل، وبقية 15% هذا أيضًا دليل فشل، لأن غالبًا يكون استمرار الطرفين إما نوعًا من الخجل أو الخوف من الوصمة المجتمعية أو لوجود مشاريع مشتركة بينهما.
وأردف “حتى في الغرب وُجد أن العلاقات خارج الأطر الرسمية كانت المسؤولة عن الفشل أيضًا، وحين جاء أحد الإخوة في بلد عربي كبير وجلس امام أكبر المحاكم لإجراء استبيان عن المطلقين، وجد أن 80% منهم كان لهم علاقات خارج الأطر الشرعية قبل الزواج”.
وأرجع المستشار الأسري والتربوي ذلك إلى التفلّت في إنشاء الأسر والعلاقات والنماذج المعروضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الآن إلى درجة أن “بعض المنصات تعرض ما لا يصلح للعرض حتى في غرف النوم، بل إن هناك شذوذًا فيما يُعرَض ويراه الصغير والكبير، ويعطي تصورات غير صحيحة وتطورات للعلاقات تنتهي غالبًا بالشك وغياب الثقة وبالتالي حدوث المشكلات بين الطرفين”.
وتابع “هذا التفلت من القواعد الشرعية وعدم رعاية الضوابط الشرعية والتوسع في هذا الشأن، كل ذلك له آثار كبيرة، فإذا نحن أخذنا النمط الذي عند الغرب فستزيد النسب عندنا كما زادت عندهم”.
وقال الفرجابي إن من أسباب فشل الزواج أيضًا وارتفاع نسب الطلاق، تدخّلات الأهالي، مشددًا على أن دور الوالدين لا بد أن يكون إرشاديًّا وتوجيهيًّا فقط حتى في الاختيار، فهذه الأمور لا يصح فيها الإجبار مطلقًا.
وختم حديثه ضاربًا المثل بالأنصارية التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت “إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته”، فجعل الأمر إليها، فقالت “قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء”.