دراسة: بعض الكواكب قادرة على تشكيل أنهار من الألماس

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة (ساينس أدفانسز)، أمس الجمعة، أنه من المحتمل أن تكون بعض الكواكب قادرة على تشكيل أنهار من الألماس.
واستخدمت الدراسة نوعًا بسيطًا من البلاستيك لإعادة إنشاء الظروف التي يُفترض أن تكون أدت إلى وجود الألماس في جوف كوكبي أورانوس ونبتون.
ووضع العلماء فرضية بأن ضغوطا هائلة تحول الهيدروجين والكربون إلى ألماس يتدفق على عمق آلاف الكيلومترات تحت السطحين الغازيين للكوكبين العملاقين الجليديين.
وأشارت الدراسة إلى أن احتكاك الأكسجين بهذا المزيج يسهل تكوين الألماس، وأوضح دومينيك كراوس وهو عالم فيزياء من مختبر الأبحاث الألماني (أتش زد دي آر) وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، أن هذه الأنهار هي على الأرجح من نوع مميز جدًّا.
Blasting plastic with powerful lasers can create nanodiamonds, in a process similar to a phenomenon that may be happening in ice giants like Neptune and Uranus https://t.co/OU6kS58KLL
— New Scientist (@newscientist) September 2, 2022
وأوضح كراوس لوكالة الصحافة الفرنسية أن الألماس يتشكل على الأرجح من “سائل حار وكثيف”، قبل أن يتدفق ببطء نحو المنطقة الصخرية الموجودة وسط الكوكبين على عمق 10 آلاف كيلومتر تحت سطحيهما، ثم ينتشر السائل في طبقات على مسافة تصل إلى مئات الكيلومترات أو أكثر.
ويحاول علماء من مختبر (أتش زد دي آر) وجامعة (روستوك) الألمانية و(إيكول بوليتكنيك) الفرنسية، إعادة إنشاء الشروط التي تتشكل فيها أنهار الألماس.
واستخدموا نوعًا بسيطًا من البلاستيك يلعب دورًا في مزج المكونات الضرورية لتشكيل الألماس وهي الكربون والهيدروجين والأكسجين، وهذا النوع البلاستيكي هو نفسه المُستخدم في تصنيع عبوات المشروبات الغازية. ثم عرضوه للحرارة عبر استخدام ليزر قوي في مختبر (سلاك) في ستانفورد الأمريكية.
وأشار كراوس إلى أن الألماس النانوي الذي تشكل تمت رؤيته من خلال أشعة سينية بسيطة جدًّا لكنها ذات كثافة مذهلة، وهو صغير لدرجة أن رؤيته بالعين المجردة مستحيلة.
It could be raining diamonds on planets throughout the universe, scientists suggested Friday, after using common plastic to recreate the strange precipitation believed to form deep inside Uranus and Neptune.https://t.co/AElSmWjCrJ#BilyonaryoTechnology
— Bilyonaryo (@bilyonaryo_ph) September 3, 2022
وسهّل الأكسجين الموجود بكميات كبيرة في هذين الكوكبين عملية تشكيل الألماس، ويعتقد العلماء أن الألماس الذي يتشكل على هذين الكوكبين قد يكون حجمه أكبر من ذلك المكون في الاختبارات المنجزة على الأرض، وقد يوازي حجمه ملايين القراريط، على ما ذكره بيان نشر مع الدراسة.
ويمهد هذا الاكتشاف الطريق أمام أسلوب جديد لإنتاج الألماس النانوي الذي يُستخدم بشكل متزايد في مجالات عدة من بينها المجسات الطبية، والجراحات غير التقليدية وتقنيات معالجة الكمية.
وتتمثل الطريقة الصناعية لتصنيع الألماس النانوي في تعريض مواد غنية بالكربون لانفجارات قوية جدًّا. وقال بنيامين أوفوري-أوكاي، وهو عالم من (سلاك) وأحد معدي الدراسة إن إنتاج الألماس النانوي بالليزر يشكل طريقة نظيفة أكثر من تلك التقليدية ويمكن التحكم فيها بسهولة أكبر.
أما بالنسبة للألماس المكون على كوكبي نبتون وأورانوس، وهما أبعد كوكبين في النظام الشمسي، فيتعين انتظار مهمات فضائية مستقبلية لمعرفة معلومات أكثر عنه، ولم يُرسَل حتى اليوم إلى الكوكبين الجليديين سوى مسبار واحد تابع لناسا هو (فوييغر 2).