من شقيقين لأختهما.. نجاح أول جراحة لزراعة رئة من أحياء بمصر ورئيس فريق الجراحين يكشف التفاصيل (فيديو)

حملت نهاية عام 2022 بارقة أمل لمصابي الفشل التنفسي في مصر، إذ نجح فريق طبي مصري في إجراء أول عملية زرع رئة لمريضة من متبرعين أحياء بعد تحضيرات طبية استغرقت عدة أشهر، نظرًا لعدم إجراء هذا النوع من الجراحات في مصر من قبل.

الإنجاز الطبي لم يكن النقطة الوحيدة التي تستحق تسليط الضوء عليها، بل أيضًا لمسة الوفاء من المتبرعين لأختهما المريضة، التي كانت تعاني من فشل تنفسي كبير وفشل في عضلة القلب.

وتبرّع شقيقا المريضة (30 سنة) لها كل بفص من رئته، بعد أن كانت على وشك الموت. وأجريت العملية نهاية العام في 3 غرف عمليات بمستشفى عين شمس التخصصي.

واستمرت العملية 14 ساعة بإشراف 13 طبيبًا في تخصصات الصدر والقلب والأوعية الدموية، وتُعَد العملية الأولى في مصر والشرق الأوسط، وقد سبقتها جراحات نقل أعضاء من أشخاص حديثي الوفاة وليس من متبرعين أحياء.

وتحتاج مصر سنويًّا إلى ما بين 300 و400 عملية زراعة رئة. ولصعوبة إجراء تلك العمليات، فإن المضاعفات تؤدي إلى وفاة أغلبية المرضى.

ومن المتوقع أن يفتح نجاح العملية الباب لإنقاذ حياة المئات من المصابين بالفشل التنفسي في مصر.

وأوضح الدكتور أحمد مصطفى -أستاذ جراحة الصدر بجامعة عين شمس ورئيس فريق الجراحين الذي أجرى العملية- أن المريضة سحر ربيع كانت تفصلها أسابيع قليلة عن الوفاة بسبب تدهور حالتها الصحية.

وأفاد الدكتور في حديث لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، السبت، بأن الخطر على المتبرع طبيًّا ضئيل جدًّا، موضحًا أن المريضة تحتاج إلى رعاية بين شهر وشهر ونصف، ولا يمكن قبلها الجزم بأن العملية نجحت من عدمه.

وأشار الدكتور مصطفى إلى أن فصل المريضة من أجهزة الإرواء القلبي كان خطوة كبيرة، مستطردًا “لكن الطريق مازال طويلًا”.

من جهته، قال كامل ربيع -الذي تبرع بفص من رئته لشقيقته- للمسائية إنه لم يشعر بالخوف أبدًا قبل قرار اتخاذ الخطوة، مفيدًا أنه الآن بصحة جيدة.

وعبّر الأخ عن سعادته بتماثل سحر للشفاء، موضحًا أن حالتها تتحسن يومًا بعد آخر، وأنهم تمكنوا من رؤيتها بعد العملية.

وقال إنه لم يتراجع قبل العملية ولم يندم على قراره، إذ كان يشاهد شقيقته محرومة من التنفس، وكان يصاب بالرعب من فكرة انقطاع الكهرباء وتوقف الأجهزة التي تعتمد شقيقته عليها.

وأفاد كامل بأن شقيقته كانت تعاني من صعوبة في التنفس منذ السنوات الأولى من حياتها وتحتاج إلى تنفس اصطناعي، إلا أن الأمر تفاقم في السنوات الست الأخيرة، إذ لم تعد تتحمل الانفصال عن جهاز التنفس، مما يجعل الأسرة مضطرة إلى المكوث في المستشفى.

وأوضح الدكتور أحمد مصطفى للمسائية أن العملية لن تكون الأخيرة سواء نجحت أو فشلت، وأن الأمر يتعلق ببرنامج يتطلب وقتًا طويلًا من التحضير ويشمل عددًا كبيرًا من المرضى يحتاجون إلى الزراعة.

وتمنى الطبيب الشروع في تطبيق القانون الذي يسمح بنقل الأعضاء من مريض متوفى دماغيًّا، مشيرًا إلى الموافقة عليه في مصر دون تفعيله كما هو الوضع في عدد من دول الخليج وبينها المملكة العربية السعودية، حيث يُجرى هذا النوع من العمليات.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان