تحدّت الأعراف وتصر على المضي.. آلاء عصام سودانية تعمل في ورشة لإصلاح السيارات (فيديو)
اقتحمت الفتاة السودانية آلاء عصام عبد الحميد مجالًا ظل لسنوات حكرًا على الرجال، في بلد عربي يحتكم إلى التقاليد والعادات.
درست في مركز التدريب المهني بالعاصمة الخرطوم تخصص الميكانيكا، وقالت للجزيرة مباشر إنها كانت منذ البداية ترغب في دراسة كهرباء السيارات.
بعد اجتياز الدورة التدريبية، حازت مجموعًا يؤهلها لدخول الكهرباء العامة ثم درست بعده كهرباء السيارات.
كانت آلاء تعمل في شركة قبل أن ترفع التحدي وتحقق حلمها بالعمل في ورشة بالمنطقة الصناعية. تحب آلاء عملها وتحمل له الكثير من الشغف، وتقول إنها تشعر بالراحة خلال مزاولته.
تفتح آلاء صندوق السيارة لتحاول اكتشاف مكان العطب قبل أن تباشر إصلاحه بيديها النحيلتين اللتين لم تنس طلاء أظفارهما.
تحمل الفتاة -وهي في مقتبل عمرها- المفك والبراغي التي تتناولها من زملائها الشبان جميعهم، وتغوص برأسها داخل محرك السيارة والسعادة تعلو ملامحها.
تُركّز آلاء بفطنتها الأنثوية في كل التفاصيل وفك براغي الأضواء الأمامية بدقة ومهارة شديدتين، فتنظفها وتلمعها ثم تعيد تركيبها وكأنها جديدة.
نِدًّا لند مع باقي العاملين من الرجال، لا تستثني الفتاة عملًا من دون أن تقوم به، من فك وتركيب ومهارة يدوية في استخدام الآلات.
وأوضحت الفتاة لكاميرا الجزيرة مباشر أنها واجهت صعابًا في البداية لتتمكن من ممارسة المهنة التي تحب، وذلك بسبب نظرة المجتمع والعاملين في المجال.
تقول آلاء إن مهنتها متعِبة لكنها مصرة على الاستمرار فيها، وتوضح أنها لا تلقى الترحيب من كل زبائن الورشة، فأغلبهم يُسقط عليها نظرة الاستغراب والاستنكار.
في المقابل، تجد الفتاة التشجيع من بعضهم حسب توضيحها، وتقول إنهم يثنون على قوة شخصيتها ودفاعها عن رغبتها، وأنها تُمثل المرأة السودانية القوية والشجاعة.
تقول آلاء إنها تحلم بفتح ورشة خاصة بها، وإن البعض يشجعها على ذلك، وتحدثت بثقة وإصرار كبيرين يُظهران أنها ستكون صاحبة ورشة ناجحة في السودان.