حزن على المنصات المصرية بعد وفاة طبيبة أثناء عملها.. وأطباء يدقون ناقوس الخطر (فيديو)

تصدر اسم الطبيبة الشابة يارا السقا، الأحد، منصات التواصل الاجتماعي في مصر، إثر وفاتها بأزمة قلبية مفاجئة أثناء عملها بمستشفى طنطا الجامعي.

وبادرت مؤسسات حكومية وطبية بنعي الطبيبة عبر مواقع التواصل، وفي مقدمتها نقابة الأطباء وجامعة طنطا وكلية الطب بها والمستشفى الجامعي التعليمي.

وعبّرت والدة الفقيدة عن أساها في حوار مع موقع (القاهرة 24)، وقالت إنها كانت تحلم بأن تخصص يومين في الأسبوع لعلاج المحتاجين في قرية والدها (سملا) في محافظة الغربية.

ولقّبت نقابة الأطباء الطبيبة الراحلة بـ”شهيدة الواجب”. وكتبت النقابة على صفحتها الرسمية “نقابة أطباء مصر تنعى ببالغ الأسى الطبيبة الشابة يارا السقا مدرس مساعد أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب طنطا، التي توفاها الله أثناء تأدية عملها بالمستشفى الجامعي”.

وتزينت منصات التواصل الاجتماعي بصور الطبيبة الشابة، وعلّق الناشطون على تكرار وزيادة وفيات الأطباء في الآونة الأخيرة.

وطالب الطبيب سعيد عبد الهادي بتقنين ساعات العمل لصغار الأطباء على غرار دول العالم.

وأفاد الطبيب في تدوينة على موقع فيسبوك، أن “الاتحاد الأوربي يمنع استمرار العمل لأكثر من 12 ساعة متصلة، ويمنع استمرار العمل لأكثر من 6 ساعات متصلة دون استراحة”.

وانتقد الظروف التي يعمل فيها أطباء مصر، مشيرا إلى أنه من اللازم “وضع حد لعدد ساعات العمل ومنع العمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعيا، وفي نهاية الأسبوع عدا مرة واحدة في الشهر إلا في حالات الطوارئ”.

ودوّن الطبيب أحمد عبد الغني “وفاة شباب الأطباء أصبح خبرا معتادا ومتكررا بنسمعه كل يوم، لا ندري هل ضغوط الحياة أو تطور الأزمات القلبية الغير معروفة السبب والتي أصبحت منتشرة وبكثرة في أوساط الشباب”.

وأفاد زميل يارا السقا بأنها نشرت قبل وفاتها بيومين صورة لها في المستشفى، وحكت عن ظروف العمل الصعبة.

وحثت الناشطة تغريد صالح على “البحث في أسباب الوفيات المفاجئة والكثيرة لشباب الأطباء، وأهمها ساعات العمل غير الآدمية التي لا يمكن تجاوزها حرصا على سلامة شباب الأطباء”.

وتابعت الناشطة “ناهيك عن الضغوط والمهاترات التي يتعرضون لها أثناء تأدية عملهم دون وجود أي حماية لهم”.

وعبّر طالب الطب محمد أبو طالب عن حزنه بالقول “في مصرنا وفاة عجوز مصاب بأمراض قاتلة نتيجة مضاعفات معروفة يُعتبر إهمالا طبيا يقتضي محاكمة الطبيب ورفع قضايا تعويض”.

وتابع “ولا اعتبار للقضاء والقدر طالما يتعلق الأمر بالطبيب، إنما وفاة طبيب شاب بكامل عافيته دون تاريخ مرضي من ضغط العمل هو بالتأكيد قضاء وقدر لا يستدعي سوى منشور نعي وتوزيع شيفتاته على زملائه”.

وكتب عاطف الصياد “تكررت حالات الوفاة لشباب الأطباء نتيجة الإجهاد الزائد وزيادة عدد ساعات العمل عن 8 ساعات، تصل أحيانا إلى 12 ساعة وأحيانا أخرى 24 ساعة نوباتجية مرة كل شهر مما يسبب إجهاد زيادة على الأطباء”.

وناشد المواطن المصري وزيري الصحة والتعليم العالي “مراعاة ساعات العمل رحمة بالأطباء”.

وقدّرت وزارة الصحة المصرية في 2021 نسبة الأطباء العاملين بالخارج، بـ65% من الأطباء المصريين، وأن مصر إحدى الدول التي تعاني نقصا في عدد الأطباء رغم تخرّج نحو 9 آلاف طبيب سنويا من كليات الطب في عموم البلاد.

وحددت وزيرة الصحة السابقة هالة زايد أسباب هجرة الأطباء بأن أصل المشكلة لدى الأطباء ليس ماديا فقط وإنما يتعلق بفكرة نظام العمل والمسار المهني والتعليم وبيئة العمل واحترام المجتمع لهم، وعناصر أخرى مثل تمكين الأطباء من خلال التكنولوجيا الحديثة والتدريب المستمر.

وكان تقرير رسمي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد أظهر أن متوسط الأجور الشهرية للعاملين في القطاع الصحي في مصر هو الأدنى بين القطاعات المختلفة، إذ يأتي في المرتبة الـ17.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان