صانع الفرحة.. شاب في غزة يخصص أرجوحة يمتلكها لإسعاد الأطفال النازحين مجانا (شاهد)
فقد أكثر من 30 شخصًا من أفراد عائلته لكنه قرر أن يكون علاجًا للقلوب المنكوبة وسببًا في إدخال الفرحة والسرور على أطفال غزة النازحين

من وسط الألم وتحت لهيب الحرب، حاول شاب فلسطيني إدخال الفرحة على قلوب الأطفال النازحين من منازلهم ومدنهم إلى رفح جنوبي قطاع غزة، بتخصيص أرجوحة بسيطة يلعبون بها.
قصيّ عاشور شاب من سكان مدينة رفح وفقد أكثر من 30 شخصًا من أفراد عائلته جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ورغم الحزن وآلام الفقد التي يعيشها لكنه قرر أن يكون علاجًا للقلوب المنكوبة وسببًا في إدخال الفرحة والسرور على أطفال غزة النازحين في مدينة رفح.
لعب بالمجان
قصي قرر تخصيص أرجوحة يمتلكها للأطفال النازحين بشكل مجاني تمامًا في محاولة منه لتخفيف آلامهم وإعادة رسم البسمة على وجوهم.
وقال قصي في حديثه مع الجزيرة مباشر إنه يملك هذه “المرجيحة” منذ 4 أعوام ويستخدمها في الأعياد والمناسبات فقط مثل شهر رمضان، ولكن مع بداية الحرب قرر إعادة تشغيلها للأطفال بشكل مجاني من أجل إسعادهم ومحاولة جعلهم ينسون أوجاع الحرب التي يعيشونها خاصة وأن أغلبهم فقد عددا كبيرا من أفراد عائلته.

ألفان من الأطفال يوميا
وأوضح قصي أن قرابة 2000 طفل يأتون إليه يوميًا لركوب “الأرجوحة”، مشيرًا إلى أن بعضهم يأتي للمشاهدة ولا يرغب في المشاركة بسبب حزنه على فقدان أهله لكنه يصر على أن يلعب هؤلاء الأطفال مثل بقية زملائهم، مؤكدًا أنه لا يتقاضى أجرًا قط منهم إنما فقط “هي لله” حسب قوله، مضيفًا أن كل طفل من هؤلاء لديه قصة حزينة وجرح وهو يحاول التخفيف عنهم.
ولا يكتفي قصي بتخصيص الأرجوحة للأطفال بل يساعدهم بنفسه على اللعب ويشاركهم الغناء أيضًا وسط حالة من الفرح والسعادة الشديدة على وجوه الأطفال.
“كل يوم بنيجي هنا نلعب ببلاش عشان ننبسط وننسى الحرب والضرب”.. بهذه الكلمات عبّرت الطفلة ليان أبو جزر عن فرحتها بركوب “الأرجوحة”، أما الطفل كرم الذي لا يتعدى عمره خمس سنوات فقال إنه يأتي للعب يوميًا لنسيان الضرب والقصف مختتمًا حديثه بأنهم “لا يخافون من اليهود وها هم يلعبون”.