عبد الله أبو سلطان.. فتى نازح يواصل كتابة روايته “أشلاء” من مركز إيواء في رفح (شاهد)
أوضح عبدالله أن “أشلاء” لا تعني فقط الجثث المتقطعة بل ذهب بالمعنى لأبعد من ذلك بكثير
يكتب الفتى النازح عبد الله أبو سلطان (15 عاما) على هتافه الجوّال روايته “أشلاء” من داخل أحد مدارس الإيواء في رفح جنوبي غزة.
بدأ الفتى كتابة روايته بعد أيام من استشهاد خاله الذي أصر على عدم النزوح مع إخوته وفّضل الموت على مغادرة منزله، ومن قبل ذلك استشهاد أستاذه مجدي عزّام -في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- الذي ساعده في كتابة روايته الأولى (تُرِكتُ وحيدًا) والتي لم ترَ النور بسبب الحرب وضياع النسخة الورقية الوحيدة التي كانت بحوزة معلّمه الشهيد جراء القصف والدمار، بعدما كانا يخططان لطباعتها.
قرر عبد الله كتابة هذه الرواية لينقل إلى العالم من خلالها تفاصيل معاناة الغزيين خلال هذه الحرب، وكتب حتى الآن 14 صفحة يسرد فيها يومياته وكل شيء صار معه ومر به منذ أول أيام العدوان وإلى اليوم حيث وصله نبأ استشهاد أبو ياسر صيام نائب مدير المدرسة الجديدة التي انتقل إليها مؤخرًا.
يقول الفتى إن أصعب شيء يواجهه في مركز الإيواء هي “الدوشة” وأنه يبحث عن توقيت ومكان يستطيع فيهما تجميع أفكاره وسرد معاناته التي هي صورة معاناة كل الغزيين في تلك الحرب، ولأن كل فصل بالمدرسة يتسع لأكثر من عائلة فقد اختار أن ينتظر حتى انتصاف الليل والجميع نيام ثم يختار مكانًا هادئًا داخل المدرسة أو خلفها ويواصل الكتابة.
“أشلاء.. لا تعني فقط الجثث المتقطعة”
وأوضح أن “أشلاء” لا تعني فقط الجثث المتقطعة بل ذهب بالمعنى لأبعد من ذلك بكثير، فهو يرى أن كل شيء تفرّق أو كان سبب تشتيت وفراق وفقْد هو أشلاء، كل من فقد حبيبًا أو فارقه فقد تحوّل قلبه إلى أشلاء، لذلك اختار هذا الاسم لروايته وقرأ سطورًا منها عبر الجزيرة مباشر.
وحين سُئل عن سبب اختيار اسم روايتيه الحزينتين، أجاب لأن الرواية الأولى تنقل معاناتهم اليومية في قطاع غزة قبل هذه الحرب، والثانية تنقل كل ما يمرون به منذ بدءها، مشيرًا إلى دور أسرته وبخاصة أمّه في تشجيعه على مواصلة كتابة روايته التي تزداد تفاصيلها وصفحاتها يوما بعد يوم مع اتساع الحرب.
يطمح عبد الله أن ترى روايته النور وأن يجد سبيلًا لطباعتها بعد انتهاء الحرب، وقال إنه يحاول أيضًا تجميع أفكاره ليعيد كتابة روايته الأولى، ويحلم أن يصير في المستقبل كاتبًا كبيرًا ينقل معاناة شعبه إلى العالم.