دراسة: 80% من الوظائف ستتأثر بتطور الذكاء الاصطناعي.. هل مهنتك من بينها؟ (فيديو)

تثير الدراسات مخاوف الناس بشأن المهن المهددة بالذكاء الاصطناعي (الجزيرة مباشر)

يومًا بعد آخر، ترسخ ثورة الذكاء الاصطناعي أقدامها على أرض الواقع، ملقية بظلال من التهديد على عشرات الوظائف التي يقوم بها البشر حول العالم.

جامعة بنسلفانيا بالمشاركة مع منظمة أوبن أيه آي الأمريكية لأبحاث الذكاء الاصطناعي، قامت بنشر ورقة بحثية لدراسة الآثار المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في سوق العمل بالولايات المتحدة، كاشفة عن نتائج مذهلة.

المهن المهددة بالذكاء الاصطناعي

وخلصت الورقة إلى أن ما يقرب من 80% من القوى العاملة في الولايات المتحدة ستتأثر بنسبة 10% من مهام عملها بسبب الذكاء الاصطناعي، وسوف تستولي تقنيات تعلم الآلة على 49% من مهام العمل الرئيسية بها.

مصممو الواجهات الرقمية

وأضافت الورقة أن التأثير يمتد ليشمل جميع مستويات الأجور مع تعرض الوظائف ذات الدخل المرتفع إلى التأثر الأكبر، مما يشير إلى أن هذه النماذج يمكن أن يكون لها آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية ملحوظة.

وأوضحت الورقة البحثية أن علماء الرياضيات ومصممي الواجهات الرقمية من أعلى الوظائف المهددة، مشيرة إلى أن المهن التي تعتمد بشكل كبير على مهارات التفكير العلمي والنقدي هي أقل عرضة للتشغيل الآلي. بينما ستكون الوظائف التي تتطلب إتقان مهارات البرمجة والكتابة أكثر عرضة للتشغيل الآلي.

المحاسبون وموظفو الضرائب

وكان من بين المهن المعرضة للخطر بسبب الذكاء الاصطناعي بحسب الورقة، المحاسبون وموظفو الضرائب والصحفيون والمحللون الإخباريون، فيما بقيت مهن أخرى بعيدة عن التهديد، مثل الرياضيين وعمال البناء والطهاة والرسامين، فضلًا عن بقية الأعمال الحرفية كالنجارة والسباكة ونحوها.

رواد المنصات الإلكترونية بدورهم ناقشوا التهديدات التي قد يمثلها الذكاء الاصطناعي على الوظائف، ونشر المدون دييغو كاسترو صورة لجريدة تعود إلى عام 1988، ويظهر بها عدد من معلمي الرياضيات يتظاهرون ضد استخدام الآلة الحاسبة في المدارس لأنها لن تعلم الطلاب مبادئ الرياضيات.

وعلق كاسترو قائلًا “هل تذكرون عندما قالت شركة زيروكس إن الماوس غير ضروري؟ أو عندما ازدرت بلوك باستر شبكة نتفليكس؟ لا أحد يستطيع أن يوقف التطور!”.

وقال جاك سيرانكا “هذا شيء أفكر فيه كثيرًا خلال الفترة الأخيرة. هذه الأدوات بالتأكيد سيكون لها تأثير كبير على طريقة إنجاز الكثير من الوظائف. لست متفاجئًا برؤية علماء الرياضيات والمبرمجين والكتاب من بين الأكثر تأثّرًا”.

قطاع الإنتاج والتصنيع

قطاع الإنتاج والتصنيع هو من القطاعات التي تتأثر بشكل كبير بتطورات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، حيث أصبح من الممكن استبدال العديد من المهام التي كان يقوم بها البشر بالروبوتات والآلات الذكية، التي تؤدي الأعمال بشكل أسرع وأكثر دقة وكفاءة.

وعلى سبيل المثال، العمال الذين يعملون في خطوط الإنتاج يمكن أن يحل محلهم الروبوتات التي تقوم بالتجميع والتغليف والتفتيش على المنتجات. كذلك، الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على مراقبة الأجهزة والمعدات بشكل مستمر، مما يقلل من الحاجة إلى الفنيين المتخصصين في الصيانة.

أنظمة التفتيش

وحتى في مجال التفتيش والمراقبة، يمكن للأنظمة الذكية أن تقوم بتحليل البيانات والإشراف على العمليات الإنتاجية بشكل فعال وسريع، ما قد يهدد الحاجة للمشرفين التقليديين.

ورغم أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى تقليص بعض الوظائف التقليدية، إلا أنها تفتح أيضًا أبوابًا لفرص جديدة في مجالات مثل صيانة الروبوتات وبرمجة الذكاء الاصطناعي، مما يستدعي ضرورة اكتساب المهارات التقنية والتكيف مع هذه التحولات المستقبلية.

أما الخبير الاقتصادي روبن هانسون فقد استبعد من جانبه وجود ثورة صناعية جديدة خلال العقد المقبل.

وغرد قائلًا “بعد عقد من الآن لن يكون للذكاء الاصطناعي أي تأثير صاف يمكن اكتشافه على العمالة، لكن أولئك الذين توقعوا العكس لن يعترفوا بذلك، لأنهم سيرون أن ازدهار الذكاء الاصطناعي لا يزال على وشك الحدوث. لماذا أرى هذا على أنه معقول؟ لأن هذا ما حدث خلال العقد الماضي، وكذلك العقد السابق”.

ما هي المهن التي لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك العديد من المهن التي يصعب أو لا يمكن استبدالها بالتكنولوجيا، لأنها تتطلب مهارات بشرية معقدة يصعب على الآلات محاكاتها. ومن بين هذه المهن، تلك التي تعتمد على الإبداع والابتكار، مثل الفن والكتابة الأدبية والتصميم الإبداعي، حيث يتطلب الأمر قدرة على التفكير النقدي والابتكار، والتعبير عن الأفكار بأسلوب فني وجمالي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبدعه بنفس الطريقة.

كما أن المهن التي تتطلب التعامل مع البشر بشكل عاطفي، مثل الأطباء النفسيين والمستشارين، التي تعتمد على التواصل الإنساني وفهم الاحتياجات الشخصية، هي مهن يصعب استبدالها.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك المهن التي تعتمد على اتخاذ قرارات أخلاقية ومعقدة، مثل المحاماة والقضاء، وهي تتطلب التفكير النقدي واتخاذ قرارات بناءً على قيم أخلاقية لا يمكن للأجهزة أن تحاكيها.

كما أن المهن التي تتطلب التكيف مع بيئات غير متوقعة، مثل رجال الإطفاء أو المساعدين الطبيين في الطوارئ، تتطلب اتخاذ قرارات سريعة في ظروف غير مستقرة، وهي مهارات يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها.

وأخيرًا، التعليم والإرشاد الشخصي يظل مجالًا لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المعلمين فيه، لأن هؤلاء يعتمدون على التفاعل الإنساني العميق لفهم احتياجات الطلاب وتحفيزهم.

يُشار إلى أن شركة “أوبن أيه آي” هي منظمة غير ربحية تأسست في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 بهدف تعزيز وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، على يد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بالمشاركة مع المستثمر في وادي السيليكون سام ألتمان.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية

إعلان