شاعر سوري يقاضي صناع مسلسل “رسالة الإمام” في مصر لنسب أبيات له إلى الشافعي (فيديو)

أعلن شاعر سوري أنه يعتزم رفع دعوى قضائية في المحكمة الاقتصادية المصرية ضد صناع مسلسل “رسالة الإمام” الذي يتناول الأعوام الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، التي قضاها في مصر.
وقال الشاعر حذيفة العرجي إن منتجي “رسالة الإمام” استخدموا أبياتًا شعرية له على أنها للإمام الشافعي، وأعلن عبر تغريدة على تويتر أنه “قرر توكيل المحامي جمل عبد الحميد لرفع دعوى تعويض عن حقوقه الأدبية والنفسية ضد صناع المسلسل”.
أبدأ بعون الله وإذنه وبعد استشارة الأصدقاء ومن أثق برجاحة عقولهم من أهل الأدب والفكر، أبدأ التحرك في عمل وكالة لمكتب ( دار القانون – مدينة نصر ) ممثلاً بالمحامي جمل عبدالحميد، لرفع ( دعوى تعويض ) عن حقوقي الأدبية والنفسية في المحكمة الاقتصادية المصرية، ضد صناع مسلسل #رسالة_الإمام
— حذيفة العرجي (@al_arje) March 28, 2023
وأوضح العرجي للجزيرة أنه فوجئ بمقطع فيديو من المسلسل يتغنى فيه الممثل خالد النبوي (الذي يؤدي دور الإمام الشافعي) ببيتين من قصيدة له كان قد كتبها قبل 10 سنوات.
من قدّك يا أستاذ حذيفة العرجي؟؟@al_arje
الإمام الشافعي يتغنّى بأشعارك في القرن الثاني الهجري!! 🤣🤣🤣عندما يلجأ كاتب المسلسل الكسول إلى قوقل، بدل الرجوع إلى ديوان #الشافعي، هكذا تكون النتيجة!!🙈 #رسالة_الإمام@KhaledElNabawy pic.twitter.com/Qveri1GVU3
— د. حسن الحسيني (@7usaini7) March 27, 2023
ومضى المتحدث إلى أنه “لو كلّف صناع المسلسل أنفسهم عناء الاطلاع على ديوان الشافعي لاكتشفوا خطأ هذه النسبة”.
ويرى الشاعر أن “العامي يمكنه التفريق بين اللغة المعاصرة واللغة القديمة التي كانت أيام الإمام الشافعي رحمة الله عليه، خصوصا وأنه كان إماما في اللغة أيضا وليس في الفقه فقط”.
وكان العرجي قد نشر توضيحا عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، بعد أن توصل إلى مقطع الفيديو من قرائه، وقال إنه “لن يتوقف عن هذا الحد”.
ورصد متخصصون في اللغة والتاريخ عددًا من الأخطاء في المسلسل الذي يُعَد عودة للمسلسلات الدينية التاريخية إلى واجهة الدراما الرمضانية في مصر مرة أخرى بعد غياب دام سنوات.
ولفت المتخصصون إلى أنه تناول سيرة مغلوطة للإمام فضلًا عن بثه بمزيج يجمع بين العربية والعامية المصرية في حين كان الشافعي ناطقًا بالفصحى.
وأشار كثير من منتقدي المسلسل إلى “أخطاء تاريخية” وصفها البعض بأنها “كارثية”، إذ ركز أشرف حسن الباحث في اللغة العربية على مشهد حوار في قصر الخليفة العباسي الذي يُفترض أن يكون المأمون، مع الإمام الشافعي سنة 198 هجريًّا، ويتكلمان فيه عن “خلق القرآن”.
وبيّن الباحث حقائق أبرزها أن الخليفة المأمون دخل بغداد سنة 204 هجريًّا، وأنه اعتنق القول بـ”خلق القرآن” سنة 212 هجريًّا، وأن الإمام الشافعي توفي سنة 204 هجريًّا في مصر، ولم يقابل المأمون.
أما بقى في مسلسل #رسالة_الإمام بنشوف حوار في قصر الخليفة العباسي، اللي مفترض يكون المأمون، مع الإمام الشافعي سنة ١٩٨ هـ، وبيتكلموا فيه عن "خلق القرآن" pic.twitter.com/T3hsIbG2MQ
— Ashraf F. Hassan (@ashraf1974108) March 26, 2023
وانتقد آخرون ما يتم تناقله عبر المنصات من أقوال منسوبة إلى الإمام الشافعي في المسلسل، وأعربوا عن خشيتهم من أن يخلط المتابعون بين الأقوال الصحيحة وعبارات من الحوار الدرامي لا تمت بصلة إلى الإمام الشافعي.
هذه هي الأبيات:
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأساً أو نَموت نَحيباوإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا@al_arje #مسلسل_الامام_الشافعي #مصر #رمضان_2023 #مسلسلات_رمضان #خالد_النبوى pic.twitter.com/u497yFlHl2— badr eddin (@badralmanla) March 27, 2023
وتعليقًا على مشهد لجوء الشافعي إلى راهب مسيحي لعلاج زوجته، كتب الأكاديمي بجامعة الأزهر أحمد درويش “الإمام الشافعي كان معروفًا عنه سعة اطلاعه في علم الطب والتشريح حتى قال: لولا اشتغالي بالفقه لاشتغلت بالطب، فكيف يلجأ لذلك. أشياء لم ترد في الكتب ولا في التراجم”.
الإمام الشافعي رضي الله عنه كان معروف عنه سعة اطلاعه في علم الطب والتشريح حتي قال: لولا اشتغالي بالفقه لاشتغلت بالطب، فإزاي يلجأ لحاجة زي دي ومع زوجته! حاجة لم ترد في الكتب ولا في التراجم
ومن هنا نتأكد إن المسلسل متحرّف لأغراض نعلمها أو لا نعلمها pic.twitter.com/f4qnzvJvsF— أحمد (@a_darwish_) March 25, 2023
ويؤكد مؤلف المسلسل في تصريحات محلية أنه خضع للتدقيق التاريخي والفقهي من الأزهر الشريف، فضلًا عن الاستعانة بمئات المراجع والكتب والأبحاث، في ما رآه البعض بداية قوية لعودة الدراما الدينية التاريخية.
وبعد توالي الانتقادات والضجة عليه، أرفق صناع المسلسل مقدمته بتنويه في الحلقة السادسة منه، أمس الثلاثاء، أشاروا فيه إلى أنه “رؤية درامية مستوحاة من أحداث تاريخية، وبعض حكايات وشخصيات العمل من وحي خيال المؤلف للضرورة الدرامية”.