هكذا استجاب “عمران” لصرخة طفل سوري وشيّد لأجله مدرسة (فيديو)

أطلق طفل سوري صرخة قبل عامين، عبر برنامج (عمران) على تلفزيون قطر، راغبا في مقعد دراسي حرمته منه الحرب الدائرة في بلده وشدة الفقر.
استجاب الهلال الأحمر القطري ومؤسسات خيرية لصرخة الطفل، وأقرانه كثيرون كانوا يرافقونه في النبش عن لقمة العيش وسط مكب النفايات، وشيّدت لأجلهم مركز ومدرسة عُمران.
في الموسم الأول للبرنامج في 2021، التقطت كاميرا المذيع (سوار الذهب علي) مشهدا يغوص في الشقاء، لأطفال من النازحين السوريين ينبشون بين جبال النفايات عن ما يبيعونه ويضمن لهم بعض الليرات يسدون بها جوعهم.
لم يكن هؤلاء الأطفال يجدون بدّا من تناول بعض بقايا الأكل إن وجدوها، في حين يحمل كل منهم عصا أو سلك حديد قد يبلغه طولا يقلّب به ما لفظته شاحنة القمامة في المكب.
وثقت كاميرا البرنامج تهافت الأطفال على أي “غنيمة” جديدة قد تأتي بها الشاحنة، كما يتسابق أقرانهم في ظروف عادلة على لعبة أو بعض السكاكر.
بدا المشهد مؤلما، وزاده تصريح الطفل الذي قال لكاميرا عمران حينئذ “صار لنا نشتغل بها القمامة حتى متنا من الجوع. افتحوا لنا مدرسة علمونا”.
بعد عامين زارت الكاميرا المكان نفسه، ونقلت هذه المرة صوتا شجيا يرتل آيات من القرآن الكريم، اتضح أنه للطفل نفسه بعد أن تبدّل حاله، وحصل وأصدقاؤه على فصل دراسي ومُعلّم وثياب جديدة.
قال الطفل إنه استفاد كثيرا وتعلّم، وشكر سوار الذهب قائلا “جزاكم الله خيرا”، وذكر أنه واجه صعوبات في البداية إذ لم يكن يعرف القراءة والكتابة لكنه تعلّم بعد ذلك وتعود عليهما.
تعلّم الطفل النازح وزملاؤه أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وآيات من القرآن الكريم، بعد أن صرحوا لسوار الذهب قبل عامين أنهم “لا يعرفون الرسول ولا القرآن”.
كان وقع الكلمات ثقيلا وصادما، مما دفع البرنامج الخيري إلى تخصيص حصص للعلم وحفظ القرآن الكريم في مركز تأهيل الطلاب، ولم يقف الأثر هنا بل شمل الآباء أيضا الذين خُصصت لهم فصول لمحو الأمية.
ويؤمن القائمون على البرنامج الإنساني الاجتماعي أن أساس العمران يبدأ ببناء الإنسان وإعمار نفسه وعقله، وبهذا الهدف يطوف عمران مختلف الأوطان باحثا عن أهم القضايا والقصص التي من شأنها إعمار الإنسان والأوطان.