أصعب من حرب 2014 في غزة.. طالب فلسطيني يروي للجزيرة مباشر رحلة فراره من السودان (فيديو)

روى طالب فلسطيني يدرس في السودان للجزيرة مباشر، الاثنين، تفاصيل رحلة نجاته من الخرطوم إلى غزة بين الرعايا الذين تم إجلاؤهم عقب اندلاع الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية).
وأنهى الطالب بلال عكاشة 4 سنوات من دراسة الطب بجامعة ابن سينا في الخرطوم حيث أقام منذ سفره إليها للدراسة، قبل أن يعود إلى غزة بين مواطنيه في رحلة إجلاء عبر معبر رفح الجمعة.
ونقل الطالب عن أصدقاء له مازالوا في السودان أن الوضع “صعب وغير مطمئن”، وقال بلال إنه عايش حرب 2014 في غزة وقارنها باشتباكات السودان معتبرا أن الأخيرة “أصعب بكثير”.
وتحدثت الأم عن القلق الذي عاشته بعد اندلاع الأحداث ووصفت لحظات الخوف والفزع التي عاشتها الأسرة، قائلة “لم نكن ننام وكنا نفزع مع كل رنة هاتف”.
لم تر الأم ابنها منذ 4 سنوات، وقالت للجزيرة مباشر “لم أصدق الجمعة أني كنت أراه أمامي سليما، ظننت أن العائلة كانت تتكتم عن مكروه أصاب بلال”.
وقال الأب إنه كان يتابع الأحداث أولا بأول، وأنه يتمنى أن يعود السلام للسودان، وعبّر عن قلقه على مستقبل ابنه ودراسته.
وأوضح بلال أن الأحداث بدأت صباح 15 من أبريل/ نيسان صباحا، وأنهم استيقظوا على أصوات الرصاص والمتفجرات، ليجدوا أن الكهرباء وشبكة الإنترنت انقطعت، وأضاف أنهم انقطعوا عن العالم ولم يجدوا وسيلة لمعرفة ما يجري بالخارج.
وأفاد الطالب الفلسطيني أنه مكث في مسكنه بالسودان 4 أيام عند اندلاع الاشتباكات، من دون ماء ولا كهرباء ولا غذاء يكفيهم، وأوضح أنه وزملاءه تواصلوا مع سفارة بلدهم في الخرطوم في اليوم الخامس، والتي كانت قد شكلت لجنة للاهتمام بإجلاء رعاياها من السودان، مضيفا أنه تم إجلاء جميع الطلبة عدا 30 جرى نقلهم إلى أماكن آمنة.
وقال بلال للجزيرة مباشر إن بعض الطلاب في ولايات خارج الخرطوم لم يتمكنوا من التواصل مع السفارة بسبب غياب شبكة الإنترنت لديهم، فيما سار طلاب فلسطينيون من مقر سكناهم إلى السفارة مسافة 30 كيلومترا في طرق غير آمنة في ظل استمرار القصف.
وأضاف الطالب الفلسطيني في حديثه “كنا نردد الشهادتين في كل مرة نخرج فيها إلي الشارع”، وتابع بلال أن عددا من الطلبة والأسر في طريقهم إلى السفارة تعرضوا للنهب بسبب الانفلات الأمني.
واستغرقت رحلة الرعايا الفلسطينيين إلى بلدهم 4 أيام من السفر البري في الطريق بدأت من صباح الثلاثاء صباحا إلى الجمعة، وقال بلال عكاشة إنهم قابلوا خلالها الكثير من الجنود في طريقهم، وزاد “لم نشعر بالأمان سوى بعد الوصول إلى معبر أرقين الحدودي مع مصر”.
وتمنى بلال أن يعود الأمان للسودان، قائلا إنه “أصبح يشعر بارتباط شديد مع الشعب السوداني الطيب الذي يحب الشعب الفلسطيني ويحب الخير”.