“يا رب انصرنا حتى نرجع لبيوتنا”.. طفلة سورية في مخيمات النزوح تشكو تفشي الأمراض وانتشار الحشرات (فيديو)

“يا رب انصرنا حتى نرجع لبيوتنا”. رفعت طفلة سورية صغيرة بمخيمات النزوح في الشمال السوري عينيها وكفّيها إلى السماء، وتضرعت بالدعاء أن تعود إلى مدرستها ومنزلها.

وقالت الطفلة السورية في مخيم “التح” بريف إدلب الشمالي، الأربعاء، إن هذا ما تمنته وإنها “لا تريد شيئا بعد ذلك”، في لقاء مع كاميرا الجزيرة مباشر خلال جولة بمخيمات “باتنتة”.

وتحدثت الطفلة بطلاقة وهي تنقل لمراسل القناة معاناة أهالي المخيم مع تفشي الأمراض الجلدية وانتشار الحشرات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانعدام شبكات الصرف الصحي.

وقالت الطفلة إنها تستيقظ كل يوم وقد غزت الحشرات خيمتهم، مضيفة أن أكلهم يفسد باستمرار بعد امتلائه بالحشرات التي “تهري أجسامنا أيضا”.

تفشي الليشمانيا

وقال نازح في المخيم إن أغلب الأطفال فيه يعانون داء الليشمانيا الجلدي بسبب غياب شبكات الصرف الصحي، وأفاد بأن الحشرات تتكاثر في المياه الراكدة وتنتقل منها إلى الخيام التي ينام ساكنوها على الأرض.

وأوضح النازح أن الليشمانيا يُظهر بثورا ويسبب تشوهات على الجسم تستمر مدة قد تصل إلى سنة، وأن أثرها يستمر مع المريض حتى بعد العلاج.

وقال مدير مخيم “التح” إن أغلب مخيمات شمال غربي سوريا تعاني الأزمة نفسها، التي تستفحل في بداية كل موسم صيف.

وأشار إلى ظهور عدد من الأمراض الجلدية مثل داء الليشمانيا الذي يؤدي إلى تقرحات جلدية ظاهرة، ومرض “الفقاع الجلدي” وحساسية جلدية عند الأطفال، مؤكدا انتشارها في الأيام القليلة الماضية.

وأفاد مدير المخيم بظهور عدد من الأمراض الغريبة على الأطفال التي يستغرب الأطباء في المخيمات أعراضها.

ولفت المتحدث للجزيرة مباشر إلى الأزمة التي تخلقها المياه الراكدة بين خيام النازحين، موضحا أنها بيئة خصبة لانتشار الحشرات والزواحف مثل الأفاعي والعقارب.

مناشدات دون استجابة

وقال مدير مخيم “التح” إنهم ناشدوا جميع المنظمات التي تنشط في المجال الخدمي إنشاء شبكات للصرف الصحي بهدف الحد من انتشار الأمراض، كما ناشدوا المنظمات رش الأدوية والحد من انتشار الحشرات دون استجابة.

وعرج المتحدث على الرائحة الكريهة التي تنبعث من المياه الراكدة، مناشدا المنظمات الاهتمام بهذا الوضع، قائلا إن 1750 من سكان المخيم يعانون منه.

ويفتقر المخيم إلى مركز صحي خاص به، كما تغيب عنه العيادات المتنقلة، وفق مديره الذي شدد على ضرورة الاهتمام بالمجال الصحي.

وأوضح أن المياه التي يشربها سكان المخيم غير معقمة، وتعرّض حياة النازحين لخطر كبير، بالإضافة إلى انتشار لدغات الأفاعي داخل الخيام مع ارتفاع درجات الحرارة، دون وجود إسعافات أولية.

بيئة للأمراض

وفي فبراير/شباط الماضي، وصل عدد الحالات المشتبَه في إصابتها بداء الكوليرا إلى 50 ألفا و734، وبلغ إجمالي الحالات الإيجابية 568، في حين وصل عدد الوفيات إلى 21.

ويسهم غياب البنى التحتية في تفشي الأمراض، بالإضافة إلى غياب الوعي والتغطية الصحية، ونقص في المراكز الطبية والمستشفيات.

وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن الصرف الصحي المكشوف وكثرة المخيمات فاقما انتشار الأمراض بسرعة كبيرة مع غياب البنى التحتية بسبب قصف النظام السوري ثم الزلزال الذي أوقع أكثر من 50 ألف قتيل، بينهم 6 آلاف في سوريا.

وأفاد “منسقو استجابة سوريا” بتلوث المياه الصالحة للشرب من الآبار وغيرها نتيجة التحركات الأرضية في مناطق الزلزال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان