“قطرة دم”.. شباب مدينة الأُبيّض يطلقون حملة تبرع لضحايا اشتباكات الجيش والدعم السريع في السودان (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر تكافل شباب مدينة الأُبيّض بولاية شمال كردفان في السودان، حيث دارت الخميس الماضي اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط ضحايا ومصابين من المدنيين جرى نقلهم إلى مستشفيات المدينة.

وأطلق شباب مبادرة للتبرع بالدم للمصابين في اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية) في المستشفى التعليمي للمدينة.

ويحتاج بعض الضحايا إلى عمليات نقل دم، وآخرون إلى عمليات جراحية خطيرة وبسيطة، تستلزم جميعها نقل الدم إلى المريض، مما دفع أبناء المدينة إلى الانتفاض للتبرع بالدم من مختلف الأحياء وإنقاذ المصابين.

وقال المشارك في الحملة إبراهيم حمدتو، الأحد، للجزيرة مباشر، إن الحملة جاءت بعد النداء الذي وجّهه مستشفى الأُبيّض إلى سكان المدينة بوجود نقص في بنك الدم، وهرع نحو 40 شابا فورا إلى المستشفى للتبرع.

وشهدت المبادرة جمع تبرعات مالية أيضا، وقال الشاب “الأمر ليس بغريب على الشعب السوداني الذي يلبي النداء باستمرار”.

ودعا مشارك آخر في المبادرة سكان الأُبيّض إلى التبرع بالدم، وقال آخر إنها مبادرة بسيطة لكن لها أثر كبير ومهم وقد تنقذ حياة سودانين، وأطلق شباب المدينة على المبادرة اسم “قطرة دم”.

وتمنى المشاركون في المبادرة أن تقف الاشتباكات، ويعود الأمن إلى السودان، ويتوقف نزيف الدماء الذي راح ضحيته عدد من المواطنين.

وتواصلت الاشتباكات في العاصمة السودانية، اليوم الأحد، في ظل ترقب لما ستسفر عنه مبادرة سعودية أمريكية وافق عليها الطرفان المتصارعان في البلاد بشأن هدنة جديدة.

وأعلن الأمريكيون والسعوديون أن الطرفين يتفاوضان على هدنة في السعودية، لكنهما لم يتحدثا عن بدء هذه المحادثات ولا مضمونها.

ومنذ اندلاع المواجهات في 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد العاصمة الخرطوم حالة من الفوضى ناجمة عن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يوما عن 700 قتيل و5 آلاف جريح، حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة.

كما أجبرت عددا كبيرا من المواطنين على البقاء في منازلهم حيث يعانون انقطاع المياه والكهرباء ونقص مخزون الطعام والمال.

ومع استمرار المعارك، حذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.