“القلوب الرحيمة”.. مدرسة تهتم بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في ريف إدلب (فيديو)

يعاني أصحاب الاحتياجات الخاصة في الشمال السوري من ندرة المدارس والمراكز المخصصة لتعليمهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
ولمواجهة هذه المشكلة، أنشأت الهيئة الإنسانية للإغاثة والتنمية مدرسة “القلوب الرحيمة” في مدينة حارم بريف إدلب، لرعاية ذوي الإعاقة الجسدية والذهنية، والصم والبكم.
تقدّم المدرسة خدمات تأهيلية وتعليمية في مرحلة التعليم ما قبل الرسمي لأصحاب الاحتياجات الخاصة، لتأهيلهم وتسهيل اندماجهم لمرحلة التعليم الرسمي. كما تنظم أنشطة حركية وترفيهية لتنمية مهارات ذوي الإعاقة الذهنية، بهدف تقوية مهاراتهم الاجتماعية والحياتية اليومية.
ويتعلم الصم والبكم في المدرسة أبجدية لغة الإشارة، ومهارات حياتية، عبر منهج أكاديمي.
تواجه المدرسة تحديات تتعلق بالتعامل مع الأطفال، فكل طفل يعاني نوعًا مختلفًا من الإعاقة، فضلًا عن اختلاف سلوكياتهم وطباعهم وطريقة التعامل المثلى معه.
لذلك، تحرص إدارة المدرسة على أن تكون المعلمة بمنزلة أم للأطفال، تحتويهم وتوجه مهاراتهم إلى مسارها الصحيح، لتقويتها وتحقيق الهدف الرئيسي من المدرسة، وهو دمج أصحاب الهمم في المجتمع اجتماعيًّا وأكاديميًّا وتحقيق النفع لهم وللمجتمع.
ويعيش عشرات الآلاف من ذوي الإعاقة في المخيمات العشوائية بشمالي سوريا، في ظل أوضاع إنسانية وصحية صعبة. وتفتقر هذه المخيمات إلى الخدمات الأساسية، وهو ما انعكس سلبًا على المرضى والمصابين فيها. بينما تعاني المنظمات المحلية صعوبات في تقديم الدعم اللازم لهذه الفئة بسبب نقص التمويل.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها العام الماضي، إن ما يقارب 19% من السوريين ممن تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عامًا، يعانون إعاقة جسدية أو ذهنية بسبب الحرب، كما أنهم الأكثر عرضة للأذى، ويفتقرون إلى الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن نحو 28% من السوريين لديهم إعاقة، أي ما يقارب ضعف المعدل العالمي، بسبب الحرب وعدم تلقي الرعاية والخدمات. وغالبًا ما يكافح الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة في سوريا -بمن فيهم الأطفال- للفرار من الهجمات، ولا سيما بسبب الافتقار إلى الأجهزة المساعدة أو التحذيرات المسبقة الفعالة والشاملة.