بينها شخصيات كرتونية.. كيف يسمي العلماء الأماكن المكتشَفة على كوكب المريخ (فيديو)

تعمل الأرض كمختبر لفهم الحياة على المريخ بشكل أفضل (رويترز)

يدرس علماء الفلك كوكب المريخ منذ بضعة عقود، وفي هذه المرحلة بات لديهم تراكم ضخم من البيانات، وصل لمستويات يمكن مقارنتها بالطرق التي تمكنهم من دراسة الأرض.

ووفقا لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، هناك أكثر من 2000 موقع على الكوكب الأحمر، تتنوع ما بين تلال وحفر وصخور تحمل أسماء رسمية. بعض هذه الأسماء له علاقة بأماكن على الأرض، وبعضها بمستكشفين، وصولًا حتى إلى أسماء بعض الشخصيات الكرتونية.

ويقول العلماء إن السبب الأول وراء اختيارهم لهذه الأسماء هو مساعدة الفريق على تتبع ما يكتشفونه كل يوم، ومن ثم تسمية التلال والصخور بالاسم ومناقشتها وتوثيق اكتشافاتهم في النهاية.

وبناء على بعض أسماء المريخ المتفق عليها بالفعل، أمر الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) بوضع تسميات لكل السمات أو التضاريس الموجودة على الأجسام والكواكب.

وعلى سبيل المثال، تم تسمية الفوهات التي يزيد حجمها عن (60 كم) على اسم علماء مشهورين أو كتّاب خيال علمي، في حين سميت الفوهات الأصغر على اسم المدن التي يقل عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، (مثل بوردو الفرنسية وكاديز الإسبانية).

وفي حين سميت الحفرة “جيزيرو” التي هبطت عليها المركبة الاستكشافية للمريخ على اسم إحدى البلدات الواقعة في البوسنة، أُطلق اسم Belva، على الحفرة التي أحدثها هبوط المركبة على سطح الكوكب الأحمر، وهو اسم يعود للمحامية والحقوقية الأمريكية بيلفا لوكوود، والتي كانت أول امرأة تترشح للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عام 1884.

وفي أواخر التسعينيات اختارت بعثات المريخ المبكرة أحيانًا أسماء غريبة، حتى باستخدام أسماء الشخصيات الكرتونية، مثل الدب “يوغي” والشبح “كاسبر” والكلب المحبب للأطفال “سكوبي دو”.

لكن سرعان ما بدأت التسميات تأخذ في التطور ونحت نحو أشخاص بعينهم كنوع من أنواع التكريم، وذلك مثلًا على غرار تسمية إحدى الفوهات باسم “إندورانس” Endurance، وهو اسم سفينة المستكشف البريطاني “السير إرنست شاكلتون”، التي غرقت قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية قبل ما يزيد على 100 عام.

و تشتهر قصة السفينة الغارقة “Endurance”، التي انطلقت في عام 1914 من جزيرة جورجيا الجنوبية البريطانية في جنوب المحيط الأطلسي بقيادة شاكلتون، في محاولة لعبور القارة المتجمدة الجنوبية للمرة الأولى من بحر ويديل إلى بحر روس، عبر القطب الجنوبي.

لتبوء محاولة هذه السفينة الشراعية بالفشل بعد أن علقت في جليد بحر ويديل في يناير/ كانون الثاني عام 1915، بالقرب من جرف لارسن الجليدي، وبقيت على هذا النحو لأشهر، فتحطمت ببطء بسبب الجليد وغرقت في نوفمبر/ تشرين الثاني 1915، واستقرت على عمق ثلاثة آلاف متر تحت سطح البحر.

صورة نشرتها ناسا من كوكب المريخ

ويتوافق أكبر بركان على المريخ “أوليمبوس مونس” مع بقعة ساطعة سريعة الزوال يمكن تمييزها في بعض الأحيان من خلال التلسكوبات. ورغم ذلك، أطلق عليه في البداية اسم “نيكس أوليمبيكا” (ثلوج أوليمبوس) من قبل مراقب الفضاء في القرن التاسع عشر جيوفاني شياباريلّي.

غير أن مجسات الفضاء أظهرت منذ ذلك الحين أن السطوع المؤقت ليس ثلجًا، ولكنه غيوم وسحب تتجمع أحيانًا حول القمة. وقرر الاتحاد الفلكي الدولي الحفاظ على جزء من الاسم لأنه يعد الأكثر ملاءمة، لأن “مونس” في اللاتينية تعني “الجبل”.

ويجد علماء الكواكب صعوبة في الحياة من دون أسماء على الأقل لأكبر السمات أو أبرزها على الجسم، فإذا لم تكن هناك أسماء فسيصعب على المراقبين الآخرين التأكد أو الوصول وتحديد موقع نفس السمة أو التضاريس على سطح كوكب ما.

المصدر : ناسا

إعلان