مزرعة الحمير الوحيدة في لبنان: تربية نادرة وإقبال كبير على اللبن “ذي الفوائد الكثيرة”

يعرف عن الحمير قوتها على حمل الأثقال وصلاحيتها للركوب والجر وصبرها على المشقة، لكن لديها ميزة أخرى مهمة لا يعرفها الكثير، وهي فعالية حليبها في علاج العديد من الأمراض.
ومن الأشخاص الذين استغلوا خصائص وميزات الحمير غير المشهورة الشاب يحيى جنيد، الذي أنشأ مزرعة خاصة للحمير “التي يحبها ويفضل تربيتها في جبال بلدة عكار العتيقة شمالي لبنان”.
ويتحدث جنيد للجزيرة مباشر عن تحدياته وتجربته في تربية الحمير، حيث يقول إن “التناسل بينها قليل نسبيًّا”، وقد حافظ على الأُتُن (إناث الحمير) من أجل الحصول على الحليب الذي يعتبر باهظ الثمن ويستخدم في علاج الكثير من الأمراض.
وتتراوح فترة حمل الأتان (أنثى الحمار) بين 12 و14 شهرًا، وفقًا لجنيد، وتنتج حليبًا بكمية تتفاوت بين 250 و500 ملليتر يوميا.

ويضيف جنيد “في بداية الأمر كان الإقبال بسيطًا على الحليب، ولكن مع انتشار أهميته صار مطلوبًا بكثرة، وهناك حجوزات عبر الهاتف وخاصة ممن يعانون من أمراض الربو والسعال الديكي، ناهيك عن الذين يستخدمونه في صناعات متعددة، مثل صناعة الجبن ومستحضرات التجميل والبشرة الباهظة الثمن التي يباع منها في أسواق عالمية”.
ويردف الشاب السعيد بمشروعه الوحيد في لبنان “نعمل على الحفاظ على هذا الحيوان المهدد بالانقراض وسلالته والحفاظ عليه وتربيته بهدف التراث والربح الوفير”.
ويرى جنيد أن هذا الحيوان الأليف والصبور “يسيء إليه البشر”، فهو “يتمتع بذكاء عال جدًّا بعكس ما يوصف به؛ ويتأقلم في العيش كجماعات، حيث يختار القطيع لنفسه قائدًا خلال تجواله وذهابه وإيابه من الحظيرة إلى المراعي في الجبال”.

ومن مميزات تربية الحمير، قلة مرضها، على عكس الأبقار، “كما أن كمية ثاني أكسيد الكربون الخارجة منها ضئيلة جدًّا مقارنة بباقي الحيوانات”، وفقًا للشاب اللبناني.
ويضيف جنيد “بالنسبة لأسعار الحمير، فيتراوح سعرها بين 300 و700 دولار أمريكي، ويقصد شراؤه اليوم في المنطقة، للحمولة والتنقل مع قطعان الأغنام والمواشي، لأنه صديق أليف ويترأس أي قطيع في كل تنقلاته”.
ويأمل يحيى جنيد أن “تكبر حظيرته أكثر فأكثر، وأن يفتح يومًا ما مصنعًا لكل منتجات حليب الحمير، وأن يتم المحافظة وتطوير السلالات، وتكون المنطقة والمزرعة مكانًا يقصده القاصي والداني من أجل الاستفادة والتعرف على هذا المخلوق الذي يستخدمه البشر كمثال سيّئ، وهو عكس ذلك كليًّا”.