هل تتضاعف السيئات كما الحسنات في أيام عشر ذي الحجة؟ أستاذ تفسير يجيب (فيديو)

يرى الدكتور رمضان خميس، أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة بجامعة قطر، أن السيئات تتضاعف كما تتضاعف الحسنات في أيام العشر من ذي الحجة.
وقال خميس عبر برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر، إن مضاعفة الثواب في أيام العشر من ذي الحجة واردة وفيها نصوص متعددة سواء في القرآن أو في السُنّة النبوية.
أما عن مضاعفة العقاب في هذه الأيام، قال خميس إن بعض المفسرين صرّحوا بها عندما تناولوا تفسير قوله تعالى {إنَّ عدَّةَ الشهورِ عندَ اللهِ اثنا عشَرَ شهرًا في كتابِ اللهِ يومَ خلَقَ السماواتِ والأرضَ منها أربعةٌ حُرُمٌ ذلكَ الدينُ القيّمُ فلا تظلموا فيهنّ أنفسَكم} (التوبة: 36).
وأوضح “الإمام القرطبي قال إن المقصود بلا تظلموا أنفسكم الواردة في الآية هو إيقاع المعصية، لأن إيقاع المعصية في الزمن الفاضل يجعل سيئات المعصية تتضاعف، كما أن إيقاع الطاعة في الزمن الفاضل يجعل الحسنات تتضاعف”.
وأضاف خميس أن ابن كثير ذهب بتفسير الآية كما فسرها القرطبي، معتبرًا أن المعاصي في هذه الأشهر المحرَّمة أبلغ في الإثم من غيرها.
وأشار أستاذ التفسير إلى آية في سورة الحج {والمسجدِ الحرامِ الذي جعلناهُ للناسِ سواءً العاكفُ فيه والبادِ ومَن يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظلمٍ نُذِقْهُ من عذابٍ أليم} وقال إن “المقصود بـ(يُرد) هو مجرد الخاطر، ورغم أن مجرد الخاطر لا يعاقَب عليه المسلم، لكن لماذا وردت في هذا الموضع تحديدًا؟ لأن المقام مقام فاضل”.
وتابع موضحًا “عندما يرتكب المسلم معصية في المسجد، يستقذر نفسه ويصبح مبغوضًا أكثر من أن لو ارتكب المعصية نفسها في مكان آخر، فكون أن تقع المعاصي في هذه الأشهر وهذه الأيام التي يُرتجى فيها الحسنات وتُبتغى فيها الأجور ومضاعفتها، فهذا دليل على بلادة النفس البشرية التي أقدمت على المعصية دون خوف من ربها ولا مُعظّمة لشعائر الله”.