“معايير مزدوجة وتغطية غير متوازنة”.. كيف تعامل العالم مع غرق قارب اليونان والغواصة تيتان؟ (شاهد)

كشفت حادثتان مروّعتان، وقعتا الأسبوع الماضي، بجلاء ما وصفه متابعون، بازدواجية المعايير في تقديم المساعدات والتغطية الإعلامية غير المتوازنة.

فبينما حصل قارب متهالك غارق قبالة سواحل اليونان، كان يحمل مئات من البسطاء الخارجين من بلادهم نحو المجهول أملًا في حياة أقل قسوة، على تغطية إعلامية بسيطة، شهد البحث عن غواصة كاملة التجهيزات، على متنها أثرياء خرجوا في مغامرة بحثًا عن متعة محفوفة بالمخاطر، استنفارا كبيرا في وسائل الإعلام العالمية، ومتابعة لحظية.

حمل القارب نحو 700 راكب، معظمهم من مصر والسودان وباكستان، أما الغواصة فكان على متنها 5 أشخاص فقط.

انتشلت السلطات اليونانية 82 جثة، وأعلنت أن 550 في عداد المفقودين، يرجح أنهم لقوا مصرعهم غرقًا. وفي المقابل أعلنت البحرية الأمريكية أن ركاب “تيتان” لقو حتفهم جراء انفجار وقع داخلها.

دفع كل طالب لجوء في القارب المنكوب مبلغا تجاوز 4 آلاف دولار بقليل، في حين كانت تكلفة ركوب الغواصة واستكشاف تايتانيك 250 ألف دولار لكل راكب.

الدافع كان من أبرز الفروق، فالبسطاء خرجوا من أجل لقمة العيش، أما ركاب الغواصة فخرجوا في رحلة ترفيهية لمشاهدة سفينة تايتانيك التي غرقت قبل نحو 100 عام.

الفارق في التجهيزات الفنية للمركبتين كبير جدًّا، فالمركب الذي ربما لا يتحمل 100 شخص في الوضع الطبيعي حمل 700، وكانت تجهيزاته غير آدمية، وركابه مكدسين. كما عانوا نقصا في الطعام ومستلزمات المعيشة، وهو ما فاقم من فداحة الكارثة، أما غواصة تيتان فكانت مجهزة بأسطوانات أوكسجين.

كان الفارق الجوهري في جهود البحث والإنقاذ، فقد وُجّهت أصابع الاتهام إلى السطات اليونانية بالتقاعس عن الاستجابة للاستغاثة، بل خرجت مزاعم بتورط خفر السواحل اليوناني في إغراق القارب، في حين شاركت البحرية الأمريكية والكندية بأحدث المعدات لإنقاذ الغواصة “تيتان”، وتم استخدام أسلحة عسكرية شديدة السرية لمحاولة إخراجهم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان