“ست الشاي”.. سودانية تعيل أسرتها ببيع المشروب الأكثر شعبية في أحد الأسواق (فيديو)

في خيمة بأحد أسواق مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور، تتخذ امرأة سودانية مقعدا خلف مجمر تضع عليه إبريق الشاي، وترصّ بجانبه أكواب الزجاج بعناية.
تُقدم عزيزة مشروبات أخرى لاستقطاب عدد أكبر من الزبائن وإيجاد نوع من التنويع في خيمتها البسيطة، تتنوع بين القهوة والزنجبيل.
تعيل “ست الشاي”، كما يسميها السكان، عائلتها من بيع الشاي بعد تردي الأوضاع الاقتصادية، رغم الاقتتال بين الجيش والدعم السريع.
بدأت السيدة عزيزة العمل في بيع الشاي في خيمتها داخل السوق منذ 8 سنوات، وهي تفتخر بمهنتها وتقول إنها تحصل منها دخلا جيدًا يجعلها تعيل أبناءها الأربعة، وبفضلها أوصلت اثنتين منهم إلى الجامعة.
تساعدها شابة في تقديم الشاي للزبائن، الذين يحتمون بالخيمة من أشعة الشمس الحارقة، في حين تعدّ عزيزة أكواب المشروب الأحمر بعناية، لكل حسب ذوقه والمقدار الذي يفضله من السكر والشاي، وتعمل بحركة خفيفة وانسيابية ولسانها يردد “تفضلوا اشربوا الشاي” في دعوة لزبائن جدد.
يقول مراسل الجزيرة مباشر، إن بيع الشاي في السودان يلقى قبولا واسعا، لارتباط السكان بالمشروب الشعبي الأكثر انتشارا، والتفافهم حوله لتبادل أطراف الحديث والسمر ساعات طويلة.
ويُطلق بعض السودانيين على بائعي الشاي “بائعي السعادة” لشدة ارتباط كؤوسه بجلسات الترفيه والمزاج الجيد.
اشتكت عزيزة من الركود منذ أواخر شهر رمضان الماضي، بعد بدء الاقتتال، وقالت إنه زيادة على الأزمة الاقتصادية أثر ما يجري في الأجواء العامة بشكل كبير.
وقالت بائعة الشاي إنها كانت تشتري كيلوغرام السكر بـ700 جنيه سوداني، وتبيع كوب الشاي بـ200 جنيه والقهوة بـ300 جنيه (الدولار الواحد يساوي 600 جنيه)، إلا أن كيلوغرام السكر أصبح سعره 2000 جنيه، مما جعل كوب الشاي يصل إلى 600 جنيه.
وأكدت المرأة أن دخلها قبل الاقتتال كان أفضل بكثير، وعبّر زبائن عزيزة عن انزعاجهم من ارتفاع الأسعار، موضحين أن السبب في ذلك هو ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
تتمتع عزيزة بشجاعة، جعلتها لا تتوقف عن النزول إلى عملها حتى بعد اشتعال الاقتتال، وقالت لكاميرا الجزيرة مباشر إنها شعرت بالخوف وكانت قلقة من تطور الأوضاع في نيالا.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش والدعم السريع جنوبي العاصمة الخرطوم وسط مخاوف من تصعيد كبير في السودان بعد تعليق محادثات جدة.
وتأتي الاشتباكات، بعد يوم دامٍ، أسفر عن 17 قتيلًا و106 مصابين جراء قصف عنيف بمنطقة “مايو” جنوب العاصمة الخرطوم، بحسب نقابة أطباء السودان.