بعد إغلاق 225 عاما.. أداء أول صلاة جمعة بمسجد “الظاهر ببيرس” التاريخي في مصر

شهد مسجد “الظاهر ببيرس” التاريخي في مصر، اليوم الجمعة، أداء أول صلاة جمعة بعد “إغلاق” دام 225 عامًا.
وبث التلفزيون المصري الحكومي وقنوات خاصة، شعائر صلاة الجمعة بالمسجد الذي أسسه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري ما بين عامي 1266م/1268م.
وكانت خطبة الجمعة في المسجد بعنوان “الحج رحلة إيمانية” للحديث عن فضل فريضة الحج التي تحل موعد مناسكها الشهر الجاري.
ووفق إعلام محلي، تكون صلاة الجمعة هي “أول صلاة بعد غياب 225 عامًا لم تقم فيها الشعائر”.
وبدأ تعطيل المسجد مع استخدامه موقعًا عسكريًا إبان دخول الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798، إذ نصب الفرنسيون المدافع أعلى أسواره، ثم تحول لمصنع للصابون في عهد محمد علي باشا، ثم أُقيم فيه فرن.
وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أُزيل الفرن ونُظْف الموقع واستعمله الجيش الإنجليزي مخبزًا ثم مذبحًا، واستمر كذلك حتى عام 1915، وفق معلومات رسمية.
وبدأ التفكير في إعادة ترميمه بتنسيق بين مصر وكازاخستان ما بين 2007 و2008 ثم توقف العمل في 2011، وعاد بقوة في 2018، قبل أن يفتتح الأسبوع الماضي.
ووفق معلومات رسمية، يعد جامع الظاهر بيبرس ثالث أكبر المساجد الأثرية في مصر مساحةً، بعد جامعي أحمد بن طولون، والحاكم بأمر الله، حيث تبلغ مساحته ما يقرب من 3 أفدنة.
والأحد الماضي، أكَّد شيخ الأزهر أحمد الطيب -في احتفالية افتتاح المسجد- أن الملك الظاهر بيبرس “من بين رجالات التاريخ الإسلامي وقادته العظام الذين توقف التاريخ في رحابهم، ووقف خاشعًا أمام مآثرهم الكبرى وانتصاراتهم الخالدة، وكذا ودوره الرائد في السياسة والاقتصاد والعمران في العالم العربي عامة، وفي ربوع مصر خاصة”.
وأوضح الطيب أن “علماء التاريخ الإسلامي أفردوا ترجمات عديدة للملك الظاهر بيبرس، ولإنجازاته التاريخية وانتصاراته المدوية”.
وأضاف شيخ الأزهر أن “الظاهر بيبرس يعد المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر والشام أيضًا، وإليه يرجع الفضل في ابتكار الكثير من نظم تلك الدولة ووضع القواعد التي سارت عليها بعد ذلك عدة قرون”.
ولفت الطيب إلى أن المؤرخين أكدوا أن الظاهر بيبرس شغل كرسي السلطنة (17 عامًا)، وهي مدة طويلة لم يبلغها أحد من سلاطين دولة المماليك البحرية، باستثناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون.