حكم قضائي في كندا يعتبر “إيموجي” عقدا ملزِما ويغرّم صاحبه 61 ألف دولار.. ما القصة؟ (فيديو)

وجد رجل كندي نفسه أمام هيئة المحكمة بسبب رسالة على تطبيق واتساب لم يرسل من خلالها سوى رمز تعبيري واحد (إيموجي) ليصل الأمر إلى سجال قضائي وسابقة قانونية.

بدأت القصة في عام 2020 عندما أرسلت شركة عقدًا للمزارع الكندي كريس آشتر عبر واتساب لشراء أطنان من بذور الكتان، وذلك خلال جائحة كورونا عندما تحوّل الكثيرون للتواصل عبر الإنترنت.

في 2021، أبرم الطرفان اتفاقًا لشراء المحصول بسعر يقارب 500 دولار أمريكي للطن الواحد، وأرسلت الشركة العقد للمزارع موقعًا من طرفها عبر واتساب.

أرفقت الشركة العقد برسالة كتبت فيها “الرجاء تأكيد عقد الكتان”، ليردّ المزارع على رسالة الشركة بالرمز التعبيري للإبهام المرفوع للأعلى.

وفهم ممثل الشركة أن آشتر وافق على العقد والتزم به، لكن عندما حان وقت التسليم لم يسلّم المزارع المحصول، وأكد أن الرمز التعبيري كان يعني تسلّمه للعقد وليس التوقيع عليه، وأنه لم يوافق.

لجأت الشركة إلى القضاء لمقاضاة المزارع في محكمة بمقاطعة ساسكاتشوان الكندية، لتكون المفاجأة في قرار القاضي بتحميل المزارع تداعيات رسالته.

واعتبر القاضي، الجمعة، أن الرمز التعبيري يقوم مقام التوقيع، وأن على المزارع تعويض خسائر الشركة لعدم التزامه بالعقد، وحكم على آشتر بدفع 61 ألف دولار للشركة.

وذهب القاضي إلى أن هذا هو الواقع الجديد في المجتمع الكندي، وأن المحاكم يجب أن تكون جاهزة لمواجهة التحديات الجديدة، التي قد تنشأ عن استخدام الرموز التعبيرية وما شابهها.

وأثار حكم المحكمة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق حساب باسم لويس قائلًا “حكم تاريخي يسلّط الضوء على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل.

وغرد الكاتب بوب مور “على الرغم من مقاومة البعض التي تشبه محاولة إيقاف مياه المحيط باستخدام الأيدي، فإن قرارات مثل هذه تؤكّد أن الرموز التعبيرية جزء من تاريخنا المكتوب ويجب التعامل معها على هذا النحو”.

وقال الصحفي مان آمان سينغ “يجب تعديل قانون العقود ليشمل الرموز التعبيرية”.

ودوّنت الصحفية لاتريس دافيس “الرموز التعبيرية وجدت لتكون شكلا مختصرا من أشكال التواصل، لا ينبغي تفسيرها على أنها لغة بديلة للغة الملزمة قانونًا، لا أتوقّع أن يصمد هذا الحكم أمام محكمة الاستئناف”.

وقالت صاحبة حساب آخر على تويتر “لا يوجد شيء جديد على الإطلاق بشأن هذا، بخلاف استخدام الرموز التعبيرية. المهم هو إظهار الموافقة على العقد، الوسيلة لا تهم”.

وغرّد الكاتب جون لي ساخرًا “يا إلهي لقد كتبت الكثير جدا من الرموز التعبيرية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان