“لولاه لفطسنا من الحر”.. مسبح للأطفال في أحد مخيمات الشمال السوري (فيديو)
رصدت كاميرا الجزيرة مباشر مبادرة محلية لإنشاء مسبح في أحد مخيمات الشمال السوري، للتخفيف على الأطفال من الحرارة المرتفعة التي تجاوزت 40 درجة مئوية، وأيضًا لإيجاد مساحة لعب لهم.
وصنع النازحون المسبح بطريقة بدائية، إذ استخدموا شادرًا من النايلون الذي تُصنع منه الخيام، بالإضافة إلى بعض الطوب لتثبيت جوانبه، وعبأوه بالمياه.
وقال صاحب الفكرة محمد عبد الفتاح، إن فكرة المسبح جاءت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، للتخفيف عن الأطفال الذين مرض وعانى بعضهم بسبب موجة الحر واضطروا إلى الذهاب للمستشفى.
وأوضح “بجهد ذاتي جمعنا بعض أجزاء من الشوادر، واشترينا صهريج ماء بسعر 110 ليرات تركية (نحو 4 دولارات) وملأنا المسبح بالمياه”، وقال إن المخيم به 130 طفلًا، ولذلك يقوم بالتنسيق بينهم، البعض يدخل المسبح والآخر يخرج، وهكذا دواليك، وفقًا لعبد الفتاح.
وأكد صاحب مبادرة المسبح أن درجات الحرارة مرتفعة للغاية، لافتًا إلى أن الحرارة داخل الخيام مرتفعة أكثر من خارجها.
وظهر العديد من الأطفال في المسبح يلعبون ويمرحون، وقال أحدهم “لولا المسبح كنا فطسنا من الحر”، وقال آخر “نأتي في الظهر ونمكث لمدة ساعتين في المسبح”، وهو الوقت الذي تبلغ فيه الحرارة ذروتها.
وأكدت نازحة مُسنة أن المسبح والرش بالمياه على الخيام وأجساد النازحين هو المهرب الوحيد من الحر الشديد، وقالت بأسى “ليس لدينا أي حلول أخرى”، مشيرة إلى أن لديهم بالفعل مراوح داخل الخيام، لكن بسبب شدة الحر لا تفعل أي شيء يُذكر.
وظهر أحد مشرفي المخيم وهو يعتلى خيمة، وبيده خرطوم مياه يرش به على أسطح جميع الخيام للتخفيف من الحرارة داخلها، وأكدت المُسنة السورية أنه يفعل ذلك طيلة ساعات الظهيرة وحتى قرب المساء، لافتة إلى أنها طريقة فعالة.
ويتكون الجزء الأكبر من خيام اللاجئين والنازحين من النايلون والبلاستيك للوقاية من برد الشتاء، إلا أنه يرفع درجات الحرارة داخل الخيام بشكل كبير في فصل الصيف.
وبينما يحتمي الناس عادة ببيوتهم مع ارتفاع درجات الحرارة، ويُشغلون المراوح والمكيفات، فإن اللاجئين والنازحين يهربون من الخيمة بسبب ارتفاع الحرارة داخلها أكثر من خارجها.