الجزيرة مباشر تلتقي عددا من الطالبات أوائل الثانوية العامة في غزة (فيديو)

عمّت الاحتفالات وأجواء الفرح أرجاء فلسطين كافة بالناجحين في الثانوية العامة، والتقت الجزيرة مباشر بعدد من الطالبات الناجحات وأسرهم في قطاع غزة.

ويضطر الطلبة في قطاع غزة تحديدًا للدراسة في ظروف بالغة الصعوبة، إذ ينقطع التيار الكهربائي غالبية الأوقات، فضلًا عن الخوف الذي يعيشونه بشكل دائم بسبب الحروب والغارات الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد، روت نور السرساوي، إحدى أوائل الفرع العلمي بالثانوية العامة في قطاع غزة، للجزيرة مباشر، الذكرى التي ارتبطت معها طيلة تلك السنوات كلها بيوم 20 يوليو/تموز، ومدى التحول الذي طرأ عليها بعد نتيجة الثانوية العامة.

وحكت نور أنه في مثل هذا اليوم قبل 9 سنوات كانت مجزرة الشجاعية، التي استشهدت فيها والدتها، وقالت “طيلة كل تلك السنوات كان يمر عليا اليوم ثقيلًا جدًا، أمي استشهدت وأهلي تشردوا وبيتنا هُدم، لكنني كبرت وأدركت أنه يجب أن نتجاوز ذلك وننجح في حياتنا”.

“حلم أمي”

وأضافت “أردت تحقيق حلم أمي بالتفوق في الثانوية العامة، وهو حلم كانت تتمناه لجميع أخوتي وتحقق”، مشيرة إلى أنها بذلك استطاعت أن تحول الذكرى المأساوية لذكرى إيجابية، موضحة “بالطبع ستظل ذكرى الأوقات الصعبة موجودة، لكن مع التفوق استطعت أن أوجد ذكرى جميلة في قلبي ولكل عائلتي”.

ووجّهت السرساوي نصيحة للطلبة المقبلين على الثانوية العامة، وقالت “أهم شيء المثابرة، والبعد عن كل شيء ممكن أن يتسبب في القلق أو التوتر”، ولفتت إلى أن دعم الأهل من أهم أسباب النجاح، مستدلة بدعم أهلها الدائم لها وإيمانهم بقدرتها على التفوق، وتحقيق نتيجة جيدة.

وطالب عم الطفلة نور، من السلطات الفلسطينية بضرورة تخفيف الرسوم الدراسية على أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في الجامعات والمعاهد حتى يستطيعوا إكمال مسيرة العلم لأجل فلسطين.

واستضافت أيضًا مراسلة الجزيرة مباشر غالية حمد، الطالبة ولاء العفيفي، وهي أم عادت لاستكمال دراستها في الثانوية العامة بعد انقطاع 18 عامًا، وكان من اللافت هو أن تكون منافستها في المرحلة الدراسية نفسها في المدرسة ابنتها “نغم”.

وروت ولاء قصتها الملهمة لعودتها للدراسة رفقة ابنتها، وقالت “عندما كنت أدرس، كنت متفوقة، لكن تزوجت مبكرًا وانشغلت بالأولاد، ولكن ظلت الثانوية العامة حلم أردت إتمامه”.

وأضافت “حاولت ولكن لم أتخذ القرار، ولكن مع وصول ابنتي للمرحلة الثانوية شجعتني كثيرًا للعودة، وبدأت بالفعل المشوار، ومع الأيام لم أتوقع أن أحصل على معدل مرتفع رغم مرور كل تلك السنوات عن الانقطاع عن الدراسة، وهو معدل كنت أحلم به بالفعل من زمان”.

ووجّهت ولاء الشكر لزوجها الذي ساندها، ووالدتها التي دعمتها وتولت مسؤولية أطفالها في أوقات الدراسة والامتحانات، كما دعت الأمهات كلهن اللَّاتي تعرضن لموقفها نفسه أن يؤمنوا بأنفسهم ويستكملوا الدراسة.

وعن طبيعة وجود ابنة ووالدتها في الدراسة، قالت ابنتها نغم “أحيانًا كنا نحتاج لتحفيز ودعم، وفي مثل هذه الأوقات كنا نشجع بعضنا البعض”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان