“خاتم الأنبياء”.. مسجد في الخرطوم يتحول إلى مدرسة بعد توقف التعليم بسبب الاقتتال (فيديو)

أطلقت مجموعة من الشباب السودانيين مبادرة لتعليم الطلاب في مسجد “خاتم الأنبياء” في أمبدة بالعاصمة الخرطوم، وذلك في ظل توقف المدارس عن العمل، وهو ما رصدته كاميرا الجزيرة مباشر عبر لقاءات مع القائمين على المبادرة وعدد من سكان الحي.
وأدى الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، ومقتل العديد من المدنيين بشكل عشوائي، إلى وقف تام للتعليم بمختلف مستوياته، خاصة في الخرطوم.
وظهر في المسجد الذي حل محل المدرسة، عشرات وربما مئات من الأطفال وهم يتلون القرآن مبتهجين بعودتهم إلى الدراسة وإلى مكان يأويهم ويوفر لهم التعليم ودراسة القرآن والمناهج الدينية.
وارتاد المسجد للدراسة أكثر من 200 طالب وطالبة، ويتوقع القائمون على المبادرة ارتفاع عددهم خلال الفترة المقبلة في ظل الفراغ الدراسي الذي تسببت فيه الاشتباكات.
“من قبائل شتّى”
وقال محمد شريف، أحد القائمين على المبادرة، إنه في ظل هذه الظروف الصعبة حرص عدد من أبناء المنطقة على تعليم الأطفال، ولذلك أُطلقت مبادرة لتعليمهم في مسجد “خاتم الأنبياء”، مؤكدًا أن قيمة التعليم في الإسلام كبيرة جدًّا.
وأشار شريف إلى أن العملية التعليمية واجهت العديد من الصعوبات في السودان منذ ثورة 2019، وتوقف التعليم الرسمي بشكل متكرر، مشددًا على ضرورة أن ينال الأطفال حظهم من التعليم وإكمال الدراسة.
وقال “نحن هنا في منطقة أمبدة من قبائل شتى، ولكن ما يوحّدنا هو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو قول كاف ليعصم الدماء، ومن المفترض أن المسلمين لا يقتتلون، ولكن البعض يدّعي الإسلام ونتقاتل فيما بيننا”.
“أوقفوا الحرب”
وأوضح شريف أن الدين الإسلامي يحث على العلم ونبذ العنف، قائلًا “هذا الدين دين علم وتربية وترابط ومحبة، وليس دين تفرقة وقبلية وتشتت وتقاتل”، وأضاف “كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في سورة اقرأ بالتعلم”.
ويرى شريف أن الأطفال هم أكثر المتضررين من هذه الاشتباكات، وناشد المجتمع الإقليمي والدولي ضرورة وقف الحرب ليواصل الأطفال تعليمهم بشكله الرسمي في كافة أنحاء البلاد.
وبدأت المبادرة هذا الشهر بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة، ومن المخطط أن تشمل الفترة المقبلة التعليم الأساسي والثانوي، وركزت على حفظ القرآن وتعليم المواد الأساسية من لغة عربية وإنجليزية ورياضيات إضافة إلى مواد التفسير والفقه.
وقالت إحدى القائمات على المبادرة، إن الاقتتال في السودان لم يجلب إلا “الشر”، وطالبت بأن يعود الناس إلى أعمالهم والأطفال إلى مسيرتهم التعليمية. وأضافت “هذه الأمة أمة اقرأ، وهي لا تنفع من غير تعليم، لو نشأ الأطفال في جهل نشأ المجتمع كله في جهل”.