يشبه إحدى سفن أفلام حرب النجوم.. مذنّب بحجم مدينة كاملة يقترب من الأرض

يقترب المذنّب المتفجر، المعروف باسم 12P، حاليًّا من أقرب نقطة له إلى الأرض خلال مداره البالغ 71 عامًا عبر مجموعتنا الشمسية.
ويقول العلماء إن المذنّب الذي يبلغ قطره حجم مدينة كاملة ويبعد عن كوكبنا نحو 400 مليون سنة ضوئية، قد “نمت له قرون” عقب انفجاره، مما جعله يضيء مثل نجم صغير، مشيرين إلى أن هذه تُعَد المرة الأولى التي يتم خلالها رؤية هذا المذنب وهو ينفجر منذ ما يقرب من سبعة عقود.
ومثل جميع الكواكب الأخرى، يتألف المذنّب من نواة صلبة، مليئة بمزيج من الجليد والغبار والغاز، وهو محاط بسحابة ضبابية من الغاز تُسمى “كوما”، تتسرب من داخله.
— Roadches webmasterhonda (@Roadches) July 28, 2023
والمذنّب جسم صغير يدور في النظام الشمسي، يتكون أساسًا من الجليد والغبار والجسيمات الصخرية الصغيرة، ويتراوح قطره بين بضع مئات من الأمتار وعشرات من الكيلومترات.
ولكن على عكس معظم الكواكب الأخرى، يتراكم الغاز والجليد داخل نواة المذنب بشكل كبير، بحيث يمكن للجسم السماوي أن ينفجر بشكل عنيف، ويطلق ما بداخله من محتوياته الشديدة البرودة، المعروفة باسم “الكريوماغما”، عبر تشققات كبيرة في قشرة النواة.
وفي 20 يوليو/تموز الجاري، اكتشف العلماء انفجارًا كبيرًا في المذنب، حيث أصبح مشرقًا بنحو 100 مرة أكثر مما يظهر عادة، مما سمح له بإعادة انعكاس المزيد من ضوء الشمس إلى الأرض.
ومن المثير للاهتمام أن عدم اتساق شكل الغلاف الغازي المحيط بالمذنب، جعله يبدو وكأنه “قد نمت له قرون”، حتى أن خبراء قاموا بتشبيهه بسفينة ملينيوم فالكون Millennium Falcon، إحدى السفن الفضائية الأيقونية في سلسلة أفلام حرب النجوم.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي ووكالات الفضاء تهتم بدراسة المذنبات، وكان ذلك بشكل أساسي يقع من خلال مهام تمر بها وتلتقط صورًا وربما بعضًا من الغبار الخاص بالمذنبات، ثم بعد ذلك تطورت المهام لتصبح اصطدامًا مباشرًا بجسم المذنّب، لجمع البيانات في الأثناء القصيرة قبل الاصطدام، ثم إرسالها إلى الأرض.
وسبب اهتمام العلماء بالمذنبات هو أنها ببساطة سجلٌّ تاريخي محفوظ لأصول المجموعة الشمسية قبل 4.5 مليارات سنة، لذا ففهم طبيعتها سيفيد في فهم أصولنا في هذا الموضع من الكون.