أول تراجع في الإقبال العالمي منذ إطلاقه.. هل ينطفئ وهج “تشات جي بي تي”؟

تشات جي بي تي روبوت أو برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي (منصات التواصل)

أفادت شركة “سيميلار ويب” (Similarweb) للتحليلات بأن “شات جي بي تي” (ChatGPT)، وهو روبوت دردشة أُطلق في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شهد تراجعًا في الإقبال الشهري على موقعه الإلكتروني أول مرة على الإطلاق في يونيو/ حزيران.

وأظهرت بيانات “سيميلار ويب” أن الإقبال العالمي على زيارة نسخة الحاسوب ونسخة الهاتف المحمول من الموقع تراجع 9.7% في يونيو مقارنة بمايو/ أيار، وتقلصت أيضًا المدة الزمنية التي يمضيها الزوار في تصفح الموقع 8.5%.

وأحدث (شات جي بي تي) الواسع الانتشار، حالة من الإقبال الجارف على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في المهام اليومية بدءًا من الكتابة التقليدية وحتى كتابة رموز التشفير، إذ وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط شهريًّا في يناير/ كانون الثاني بعد شهرين فقط من إطلاقه.

أسرع التطبيقات نموًّا

ويعد “شات جي بي تي” أسرع التطبيقات المطروحة للمستخدمين نموًّا على الإطلاق، ويفخر بوصوله إلى 1.5 مليار زيارة شهريًّا، وهو أحد أبرز 20 موقعًا إلكترونيًّا في العالم.

فزيارات “شات جي بي تي”، على سبيل المثال، تخطّت بكثير زيارات محرك البحث “بينغ” (Microsoft Bing) الذي تديره شركة مايكروسوفت الداعمة لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) التي تستخدم تقنياتها.

وجرى إطلاق عدة تطبيقات منافسة لتطبيق (شات جي بي تي) في الشهور القليلة الماضية، منها روبوت الدردشة “بارد” (Google Bard) المملوك لغوغل. ويقدم أيضا محرك البحث “بينغ” التابع لشركة مايكروسوفت روبوت دردشة مجانيًّا من تطوير “أوبن إيه آي”.

وقالت سارة هندليان باولر رئيسة قسم بحوث التكنولوجيا في الأمريكتين لدى شركة (ماكواري) “أعتقد أن ثمة مصاعب متزايدة عند الوصول إلى 100 مليون مستخدم من الصفر بتلك السرعة. ستتمخض البنية التحتية الشديدة الثقل عن دقة أقل. إنه خليط من الحاجة إلى تغيير ما تدرب عليه النموذج والحاجة إلى التعامل مع التبعات المحتملة للوائح التنظيمية”.

عوامل محتملة للتراجع

طرحت “أوبن إيه آي” أيضًا في مايو تطبيق “شات جي بي تي” على نظام تشغيل “آي أو إس” (IOS) التابع لشركة آبل (Apple)، الذي قد يسحب بعض الزوار من الموقع الإلكتروني. ويربط البعض أيضا التغير في أعداد المستخدمين بعطلة الصيف في المدارس، إذ يقلّ فيها عدد الطلاب الذين يبحثون عن مساعدة على أداء واجباتهم المنزلية.

وتجاوز عدد مرات تحميل روبوت الدردشة على نظام “آي أو إس” 17 مليون على مستوى العالم حتى الرابع من يوليو/ تموز، بحسب منصة “داتا إيه آي” (Data AI).

وقالت شركة التحليلات إن عدد مرات التنزيل بلغ ذروته في 31 مايو، ولا يزال روبوت الدردشة يحظى بإقبال كبير في الولايات المتحدة بعدد مرات تحميل بلغ 530 ألفًا أسبوعيًّا في المتوسط في أول 6 أسابيع من طرحه.

وربما يسهم التباطؤ الحديث في النمو في المساعدة على السيطرة على تكاليف تشغيل “شات جي بي تي” الذي يتطلب موارد حوسبة هائلة لإجابة الاستفسارات. ووصف سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” تكاليف تشغيل الخدمات بأنها “بالغة الضخامة”.

وتطبيق “شات جي بي تي” مجاني الاستخدام، لكنه يوفر أيضًا اشتراكًا مميزًا يمكن المستخدمين فيه دفع 20 دولارًا شهريًّا للتمتع بخدمات النموذج الأكثر تطورًا، وهو “جي بي تي-4” (GPT-4). وسجّل أكثر من نصف مليون شخص للحصول على الاشتراك في الولايات المتحدة، بحسب تقديرات من موقع (يب إت داتا).

وتوقعت “أوبن إيه آي” تحصيل عوائد قيمتها 200 مليون دولار هذا العام. وإضافة إلى “شات جي بي تي”، تجني الشركة المال من خلال بيع حق الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها عبر واجهة برمجة تطبيقات للمطوّرين والشركات بشكل مباشر، ومن خلال شراكة مع مايكروسوفت التي استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار في الشركة الناشئة.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز

إعلان