“لا تمُت قبل أن تكون نِدًّا”.. 51 عاما على اغتيال الأديب الفلسطيني غسان كنفاني

غسان كنفاني أديب ومناضل فلسطيني اغتاله الموساد (أرشيفية)

 يوافق اليوم، الثامن من يوليو/ تموز، الذكرى الـ51 لاغتيال الثائر والأديب الفلسطيني غسان كنفاني (1936-1972)، بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب العاصمة اللبنانية بيروت، وقد استشهدت برفقته ابنة شقيقته فايزة، لميس حسين نجم (17 عامًا).

وكنفاني سياسي وصحفي وروائي وقاص وكاتب مسرحي، ولد في عكا في التاسع من إبريل/ نيسان عام 1936. واضطر إلى مغادرة فلسطين عام 1948 إلى لبنان ثم إلى سوريا. ولم يكن كنفاني أديبا فقط، بل كان مناضلا من أجل قضيته فلسطين، وقد ظهر التوجه المقاوم لديه منذ طفولته، ورافقه في كل أعماله الأدبية وحياته الشخصية.

يعد كنفاني أحد أبرز أعلام الأدب والثورة الفلسطينية، وقد عاش النكبة وهو في سنّ الطفولة، وعايش معاناتها بكل وقائعها السياسية والاجتماعية، ورسخ فكرة المقاومة في أدبه، وواكب حياة الفلسطينيين وكتب عن مآسيهم من منطلق إخلاصه لقضيته الإنسانية الكبرى قضية فلسطين وللقضايا الإنسانية الأخرى.

فبعد رحلة نزوح طويلة من يافا إلى عكا ثم إلى الغازية في لبنان، ثم إلى حمص فالزبداني، إلى بيت متواضع وقديم في دمشق، أقام غسان كنفاني وعائلته منذ عام 1948 حتى 1956، ثم انتقل إلى الكويت ومنها إلى لبنان.

التحق بمدرسة الفرير في مدينة يافا حيث تعلم الإنجليزية وأتقنها، وخالف طموح والده لأن يصبح تاجرًا فاتجه إلى عالم الأدب، ونال إجازة في الأدب من قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وكانت الرسالة التي قدمها بعنوان “العرق والدين في الأدب الصهيوني”.

اهتم كنفاني بالأدب وهو في سنّ الشباب، وكتب القصة القصيرة في عمر الـ19، وبعد انتقاله إلى بيروت وجد لنفسه مكانا بين المثقفين والأدباء، وحصل على الجنسية اللبنانية ولمع اسمه في عالم الكتابة.

 

صدر لغسان كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكّر 18 كتابًا، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني، وترجمت أعماله إلى 17 لغة وانتشرت في 20 دولة.

وكانت أهم أعماله الأدبية: رواية “رجال في الشمس”، ورواية “عائد إلى حيفا”، وكتاب “الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948-1968”.

كرس كنفاني كتاباته لنقل معاناة الفلسطينيين في الشتات، وكان يؤكد فيها أن اللجوء في المخيمات ليس حلا للشعب الفلسطيني، وأنه لا حل للعودة إلا بالعمل الجماعي، كما عُرف كنفاني أيضًا باعتباره أديبًا ساخرًا وناقدًا للقصة والشعر.

وكانت مقالات كنفاني تنشر باسم مستعار هو (فارس فارس) في “ملحق الأنوار” الأسبوعي (1968)، ومجلة “الصياد” من فبراير/ شباط إلى يوليو/ تموز 1972، ومقالات قصيرة في جريدة “المحرر” تحت عنوان “بإيجاز” 1965.

انضم إلى حركة القوميين العرب وكتب في المجلات التي كانت تصدرها في دمشق والكويت، وبعد عام 1969 ازداد نشاطه السياسي فأصبح عضوا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وساهم في وضع الاستراتيجية السياسية والبيان التأسيسي للجبهة الذي أكد أهمية العمل الفدائي والكفاح المسلح.

اغتال الموساد الإسرائيلي كنفاني في 8 يوليو 1972 بانفجار سيارة مفخخة في بيروت، تاركًا وراءه زوجته الدانماركية التي انضمت إلى قافلة المناضلين من أجل فلسطين، وطفلين هما فايز وليلى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان