دراسات حديثة تكشف الفرق بين الأصوات والنصوص البشرية والمولدة بالذكاء الاصطناعي
أظهرت دراسة لجامعة “كوليدج لندن” البريطانية أن أكثر من 500 شخص تم تدريبهم على تمييز الأصوات الحقيقية من المقلدة بالذكاء الاصطناعي استطاعوا اكتشاف 73% فقط من الأصوات المقلدة.
وبحسب الباحثين في الجامعة فإن 27% من الأصوات المقلدة باستخدام ما يعرف باسم “التزييف العميق” نجحت في خداع حتى أشد المستمعين حدة وتركيزا.
وتم إجراء الدراسة باستخدام اللغتين الإنجليزية والصينية (الماندرين) حيث تشابهت النسب في نتائج اللغتين، رغم أن فريق البحث وجد أن الناطقين باللغة الإنجليزية استطاعوا تمييز الصوت البشري عن الصوت المقلد المولد باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال إيقاع التنفس، في حين أشار الناطقون باللغة الصينية إلى الإيقاع والسرعة وطلاقة الحديث كمعيار للتمييز.
يذكر أنه يتم استخدام الأصوات المقلدة بدقة للاحتيال على الأشخاص والحصول منهم على الأموال من خلال ادعاء المحتال بأنه أحد الأصدقاء أو شركاء لعمل ويطلب من الضحية تحويل أموال إليه.
وأثارت التطورات الأخيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القلق من إمكانية انتشار عمليات الاحتيال بتقليد الأصوات خاصة مع قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تقليد الأصوات بدرجة دقة عالية.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة قد لا تعكس الواقع الفعلي، لأن المشاركين في الدراسة حتى من غير المدربين، كانوا يعرفون أنهم جزء من تجربة وبالتالي كانوا أكثر تركيزا على اكتشاف الأصوات المقلدة.
وحذر فريق الباحثين في الجامعة البريطانية من أنه “نتيجة التطورات التكنولوجية، أصبح من الممكن توليد نسخة شبه حقيقية من صوت أي شخص باستخدام تسجيل لكلمات قليلة بصوته”.
تطبيق يكشف النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي
القلق من تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها للاحتيال لم تتوقف على الأصوات فقط، بل إن هناك قلقا أيضًا من استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد الواجبات المنزلية المدرسية بدلًا من الطلاب، وكذلك إعداد أورق بحثية أو قصص صحفية مزيفة أو حتى استخدامه لانتحال شخصيات مزيفة.
في هذا الصدد، أظهرت دراسة جامعية يابانية أنه يمكن التمييز بين النصوص والأعمال التي تم إعدادها باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي الأشهر (شات جي بي تي) والنصوص التي كتبها أشخاص طبيعيون باللغة اليابانية بنسبة دقة بلغت 100%.
وقام الباحثون في جامعة “ميجيرو” بالعاصمة اليابانية طوكية وجامعة “كيوتو” للعلوم المتقدمة بمقارنة 72 ورقة بحثية أكاديمية حقيقية، مع عدد مماثل من الأوراق البحثية التي تم إعدادها من خلال تطبيق (شات جي بي تي)، باستخدام تطبيق لاكتشاف النصوص المولدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأظهرت نتائج الدراسة أن قدرة نظام اكتشاف مؤلفات تطبيقات الذكاء الاصطناعي باللغة اليابانية تزيد بنسبة هائلة عن قدرته على اكتشاف مؤلفات اللغة الإنجليزية التي لم تزد عن 26%.
وقال الباحثون في الدراسة إن تطبيق اكتشاف مؤلفات الذكاء الاصطناعي باللغة الإنجليزية أخطأ في اكتشاف 74% من النصوص المولدة باستخدام التكنولوجيا، وقال إنها مؤلفات بشرية، وأشاروا إلى إنه يمكن إجراء اختبارات مماثلة باستخدام منصات ذكاء اصطناعي توليدي أخرى مثل (جوجل بارد) و(بنج أيه آي) من مايكروسوفت.