مصر.. مختصون يكشفون أخطاء في عملية ترميم مسجد وضريح السيدة نفيسة
خضع مسجد السيدة نفيسة في القاهرة لأعمال تجديد أدت فيها طائفة البهرة دورًا ملحوظًا، ومنذ افتتاحه إلى الآن لا يزال الجدل يملأ منصات التواصل بشأن شكله الجديد، حيث يرى مختصون أنه تشويه لا تطوير.
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الضريح يوم الثلاثاء الماضي، بعد ترميمه، بمشاركة سلطان البهرة بالهند مفضل سيف الدين.
وبينما ترى الدولة أن الترميم يأتي في إطار اهتمامها بالقاهرة التاريخية، وأن تجديد مسجد وضريح السيدة نفيسة سبقته ترميمات أخرى لمساجد لآل البيت، يرى مختصون أنه طمس الطراز المعماري للمسجد.
وفي تويتر وفيسبوك تداول مختصون بالتاريخ والآثار الإسلامية صورًا للضريح بعد الترميم، وذكر كل مختص جوانب رأى أنها شوّهت من هوية المسجد والضريح.
ووجهت الانتقادات بالتحديد إلى جاكلين سمير المشرفة على تطوير مساجد آل البيت، التي دافعت عن نفسها مرارًا بأن “الترميم ليس عشوائيًّا”.
وردت عليها المعمارية المتخصصة في الفن الإسلامي أمنية عبد البر، قائلة “الضريح مصمم في الأصل، هل أنت يا جاكلين من ستقومين بالتعديل على شغل مهندسي الخديوي عباس حلمي الثاني؟”.
ما هي متصممه اساسا ..انت بقى يا جاكلين اللي هتعدلي على شغل مهندسي الخديوي عباس حلمي الثاني؟
وهو من امتى اخصائية ترميم بتاخد لقب مهندسة؟ https://t.co/qhlIWOUE8q
— Omniya Abdel Barr (@omabarr) August 12, 2023
واتهم الكاتب حمدي مهران المصممة بسرقة أعمال الخطاط السوري عدنان الشيخ عثمان.
كما علق الباحث في الآثار محمود مرزوق بالقول “الإضاءة في الأماكن الأثرية ذات الطابع الديني لها أساس علمي تُنفذ على أساسه، وذلك بعد دراسة لطبيعة المكان”.
ووجه انتقاده إلى جاكلين المشرفة على الترميم، وقال إنه لا يمكن وضع مصابيح للإنارة في مقام السيدة نفسية بهذا الشكل، مؤكدًا أن (كود) الإضاءة في الأماكن الدينية مختلف عن إضاءة “قاعة أفراح اللؤلؤة”، وفقًا لتعبيره.
وأشار الخبير بالآثار إبراهيم بدر، إلى أن الترميم “له قواعد وأساليب واضحة كالشمس”، واعتبر أن ما حدث في الضريح ليس ترميمًا، بل هو مخالف لكل أكواد الترميم الدولية، على حد تعبيره.
وبعد عاصفة من الانتقادات، قالت جاكلين، في تصريحات لموقع “مصراوي” المحلي “بعض الناس الهدّامة بيفتوا وهما مش فاهمين حاجة وللأسف منهم أساتذة في الآثار”، تقصد أنهم يفتون فيما لا يدركون.
وأثار تضارب تصريحات “قطاع الآثار الإسلامية” جدلًا، إذ أكد رئيس القطاع أبو بكر عبد الله في تصريحات لموقع “المنصة” المحلي، أن المجلس الأعلى “كلّف بتشكيل لجنة، لإثبات ما إذا كان قد حدث طمس وتشويه للمعالم التاريخية للمسجد بعد ترميمه أم لا”، لكن لم تمض ساعات حتى نفى عبدالله في تصريحاته.