“تبسُّم”.. مقهى في إسطنبول يديره مصابون بمتلازمة داون (فيديو)
يعتبر المشروع الأول من نوعه في إسطنبول، ويعمل فريقه مع البلدية بشكل مباشر
يستقبل مصابو متلازمة “داون” الزبائن في مقهى “تبسُم” ببهجة كبيرة في مدينة إسطنبول التركية، ويخدمونهم باحترافية ووُدّ.
المقهى هو مشروع لبلدية أسكودار في الطرف الآسيوي من المدينة، أنشأته قبل 7 سنوات لإدماج المصابين بالمتلازمة داخل المجتمع.
يعمل في المقهى 11 مصابًا بمتلازمة داون، 8 منهم بدؤوا مسيرتهم في المقهى منذ اليوم الأول من افتتاحه، وكانت البلدية قد أطلقت إعلانًا لانضمام الراغبين في العمل من المصابين بالمتلازمة.
تقول مديرة المقهى لكاميرا الجزيرة مباشر، إنها ممتنة للعمل معهم وإنهم أشخاص يملكون قدرات خاصة وموهوبون، كما أنهم يتعلّمون العمل بإتقان.
ويدعم هؤلاء العاملين أشخاصٌ آخرون، ويندمج الجميع في أجواء من الحب والطاقة الإيجابية التي تسود المكان، ولكل منهم مهارة يجيدها، ومن تلك المهارات التمثيل والغناء وكتابة الشعر.
الأول من نوعه
ويعتبر المشروع الأول من نوعه في إسطنبول، ويعمل فريقه مع البلدية بشكل مباشر.
تم تأهيل المصابين بالمتلازمة للاندماج بشكل كامل عبر استخدام المواصلات العامة للوصول إلى عملهم، كما تم تدريبهم على مهنة النادل منذ أن يأتي الزبون إلى المقهى حتى يغادره.
وقال أحد العاملين في المقهى إن العمل منحهم الثقة بالنفس، مشددًا على أنهم لا يختلفون عن الناس العاديين في شيء، وأنهم يقدمون الخدمة على أكمل وجه.
وقالت الدكتورة هلا السعيد، وهي استشارية في التوحد ومديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، إن متلازمة داون ليست مرضًا بل هي طفرة جينية تحدث في الكروموسومات.
ولمتلازمة داون ثلاثة أنواع هي الثالوث والانتقالي الصبغة والفسيفساء، وهناك احتمالات لتأثير عوامل وراثية وتقدم الأم والأب في العمر، لكن أثبتت الدراسات أنها ليست شرطًا أساسيًّا وأنها مجرد احتمالات أو عوامل محفزة.
وأضافت في تصريح سابق، للجزيرة مباشر، أن موضوع الدمج مهم جدًّا وهناك استراتيجيات يجب أن تتم قبل عملية دمج طفل متلازمة داون في المجتمع، مع مراعاة أنواع الدمج الثلاثة فهناك دمج جزئي وآخر مجتمعي ودمج كلي.
وشددت على ضرورة التأكد من إتمام كل عملية دمج بشكل تأهيلي من خلال المراكز الخاصة والأسرة والمتابعة بين الأسرة والبرنامج الذي يتم تدريب الطالب عليه، ثم يحدث الدمج المجتمعي والتوعية المجتمعية، وتقبّل الطفل في الأماكن العامة على أنه طفل عادي.