تفكك القارات.. ظاهرة قد تؤدي إلى انفجارات بركانية ونوافير من الماس على سطح الأرض
تقبع كنوز الألماس في أعماق القشرة الأرضية على بعد نحو 150 كيلومترا
أثبتت الأبحاث أن ظاهرة تفكك القارات يمكنها أن تسبب انفجارات بركانية عنيفة، وتطلق معها وابلًا من الماس نحو سطح الأرض يشبه النوافير.
وتقبع كنوز الماس في أعماق القشرة الأرضية، بعمق نحو 93 ميلًا (150 كيلومترًا) تحت سطح الأرض. ويتمثل في بلورات من الكربون تتشكل تحت قشرة الأرض في أجزاء قديمة جدا من وشاح الأرض، ثم تصعد إلى سطحها نتيجة لحدوث الثورات البركانية التي تطلق نوعًا خاصًّا من الصهارة يسمى “الكمبرليت”، وهو صخر بركاني على شكل أنابيب مختلفة الأشكال مصدرها البراكين.
وتتحرك الكيمبرليت بسرعات تتراوح بين 18 و133 كيلومترًا في الساعة، في ثورات تشبه انفجارات بركان فيزوف، الذي قضى على مدينة بومبي الرومانية القديمة عام 79 ميلادية.
ولا يزال بركان جبل فيزوف في إيطاليا من أكثر البراكين نشاطا في العالم ويثور مرة كل 20 عامًا تقريبًا.
Fountains of diamonds erupt from Earth's center as supercontinents break up https://t.co/LJEvs2MXI3
— Live Science (@LiveScience) August 18, 2023
ويتكوّن الغلاف الصخري من 7 صفائح كبيرة، ثم من صفائح أخرى صغيرة تربط القشرة الأرضية ببعضها، ويُطلق عليها الصفائح التكتونية، والنظرية المتعلقة بها تفسّر تنوع التضاريس الموجود على سطح الأرض، بما فيه من تكوّن الجبال وتقعّر الوديان عند التقاء هذه الصفائح وتصدّعها بسبب حركتها المستمرة، وكذلك يمكن تفسير سبب حدوث الزلازل بنفس السبب.
ووجد الباحثون أن ثورات الكيمبرليت زادت في كل من إفريقيا وأمريكا الجنوبية منذ نحو 25 مليون سنة، كما شهدت أمريكا الشمالية زيادة في ثورات الكيمبرليت بعدما بدأت قارة “بانجيا” تتفكك قبل نحو 250 مليون سنة.
ويقول العلماء إن جميع القارات كانت تشكل قارة واحدة تُعرف بقارة بانجيا (Pangaea)، وتعني القارة العملاقة باليونانية القديمة، وإن اليابسة قبل نحو 360 مليون سنة كانت مجتمعة كلها في بقعة واحدة متمركزة على خط الاستواء، وإن محيطًا عظيمًا كان يحيط بهذه اليابسة، يُعرف بمحيط “بانثالاسا” (Panthalassa).
وبين نحو 200-300 مليون سنة مضت، أي بين نهاية حقبة الحياة القديمة (Paleozoic) وبداية حقبة الحياة الوسطى (Mesozoic)، كانت قارتا أمريكا على التصاق مباشر بقارتي أوروبا وإفريقيا، مشكلة بذلك الحدود الغربية لقارة بانجيا العظيمة، لكن بسبب الانجراف القاري، حدث أوّل انشقاق ثلاثي بين إفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية؛ مما أدى إلى بداية تمزّق بانجيا.
ولاحظ الباحثون بشكل مثير أن ثورات الكيمبرليت هذه بدأت في حواف الشقوق ثم تحركت بثبات نحو الطبقة العليا من القشرة الأرضية.
ولفهم ما الذي يقود هذه الأنماط، استخدم الباحثون عدة نماذج حاسوبية للقشرة العميقة والطبقة العليا من سطح الأرض، فجدوا أنه عندما تنفصل الصفائح التكتونية عن بعضها، يصبح القاع القاري أكثر رقة. كما تمتد القشرة العلوية وتشكل الوديان، ثم ترتفع الصخور الساخنة، وتتلامس مع القشرة؛ مما يوجد مناطق محلية للدوران.
هذه المناطق غير المستقرة يمكن أن تشكل استقرارًا في المناطق المجاورة، وتهاجر تدريجيًّا على مدى آلاف الأميال نحو وسط القارة.
ولكن كيف تسبب هذه الاستقرارات ثوراتٍ متفجرة من العمق في القشرة؟ كل ذلك يتعلق بخلط المواد المناسبة. فالاستقرارات كافية للسماح للصخور من الطبقة العليا والقشرة السفلى بتدفق بعضها إلى بعض.
ويقع هذا الخلط بين الصخور التي تحتوي على الكثير من الماء وثاني أكسيد الكربون المحبوس فيها، جنبًا إلى جنب مع العديد من المعادن الرئيسية للكيمبرليت، بما في ذلك الماس، فتكون النتيجة أشبه بهز زجاجة الشمبانيا، مطلقة ثورات تتمتع بإمكانات تفجيرية كبيرة وقوة تعويم تدفعها نحو السطح.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تكون مفيدة في البحث عن ترسّبات الماس غير المكتشفة بعد، كما قد تساعد أيضًا على تفسير أسباب ثوران أنواع عديدة من البراكين على سطح الأرض.