هبوط مركبة “شاندرايان 3” الهندية على القطب الجنوبي للقمر بنجاح (فيديو)
تأتي هذه المهمة بعد أيام قليلة على تحطم المسبار “لونا 25” وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ عام 1976

هبطت المركبة الهندية (شاندريان 3) الأربعاء، على القطب الجنوبي غير المستكشف للقمر، بعد أيام من تحطم مسبار روسي في المنطقة نفسها.
وأعلنت منظمة أبحاث الفضاء الهندية (إيسرو) أن “الهبوط قد بدأ”، وهو ما قوبل بالهتاف والتصفيق.
وهبطت المركبة غير المأهولة في محطة تاريخية للبلد، لينضم إلى نادي الدول القليلة التي نجحت في الهبوط على القمر بعد أربع سنوات على محاولة فاشلة.
وهبطت “شاندريان 3” بعد الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي الهندي (12:30 بتوقيت غرينتش). وتأتي هذه المحاولة الجديدة للبرنامج الفضائي الهندي الذي يشهد ازدهارًا، بعد أربع سنوات على فشل كبير بعدما فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمركبة قبل وصولها إلى القمر.
Chandrayaan-3 Mission:
'India🇮🇳,
I reached my destination
and you too!'
: Chandrayaan-3Chandrayaan-3 has successfully
soft-landed on the moon 🌖!.Congratulations, India🇮🇳!#Chandrayaan_3#Ch3
— ISRO (@isro) August 23, 2023
الشجاعة والحكمة
وتضم “شاندريان 3” التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي جهاز الهبوط “فيكرام” (الشجاعة باللغة السانسكريتية) والروبوت المتحرك “برغيان” (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.
وتأتي هذه المهمة بعد أيام قليلة على تحطم المسبار “لونا 25″، وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ عام 1976.
تجربة بطيئة لكنها ناجحة
تُعَد مهمة “شاندريان 3” التي أُطلِقت قبل 6 أسابيع أبطأ من مهمات “أبولو” الأمريكية المأهولة في الستينيات والسبعينيات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة، إذ إن الصاروخ الهندي أقل قوة من صاروخ “ساترن 5” المستخدَم في برنامج أبولو القمري الأمريكي.
واضطر الصاروخ الهندي إلى الدوران 6 مرات حول الأرض لزيادة سرعته، قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر الذي استمر شهرًا.
وانفصل “فيكرام” عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي، وبدأ بنقل صور عن سطح القمر منذ دخوله مدار القمر في 5 أغسطس/آب الجاري.
ميزانية متواضعة
وتبقى ميزانية البرنامج الفضائي الهندي متواضعة، مع أنها زادت بشكل ملحوظ منذ المحاولة الأولى لوضع مسبار في مدار القمر في عام 2008.
وتبلغ كلفة المهمة الهندية هذه 74.6 مليون دولار، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، وهي أقل بكثير مقارنة مع مهمات دول أخرى.
ويفيد خبراء في القطاع بأن الهند تنجح في إبقاء الكلفة متدنية من خلال نسخ التكنولوجيا الفضائية المتوافرة وتكييفها لأغراضها الخاصة، بفضل وفرة المهندسين المؤهلين الذين يتلقون أجرًا أقل بكثير من زملائهم الأجانب. وكلفت محاولة الهبوط السابقة على سطح القمر (في 2019) 140 مليون دولار، أي تقريبًا ضعف كلفة المهمة الحالية.
وكانت الهند أول بلد آسيوي يضع قمرًا اصطناعيًّا بمدار المريخ في مارس/آذار الماضي، ويُفترَض أن ترسل مهمة مأهولة تستمر 3 أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة.