من عصر المماليك وحتى الآن.. “خان الخياطين” في لبنان شاهد على تغيرات الزمان (فيديو)

على مدار قرون كان خان الخياطين أبرز الوجهات التجارية والسياحية لأهالي لبنان ومن خارجها

التقت الجزيرة مباشر عددا من الحرفيين في “خان الخياطين” الأثري في طرابلس بشمال لبنان، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد المماليك في القرن الرابع عشر الميلادي.

ويقع الخان في قلب طرابلس القديمة، ويتكون أعلاه من سلسلة متناسقة من القناطر تجمع جهتيه اليمنى واليسرى، ويفصل بينهما ممرّ عريض، ويتألف من طابقين، ويضم الطابق الأسفل مخازن حرف القرون الماضية، ويضم الأعلى مجموعة من الغرف، وكان مأوى حرفيي الخان قديمًا.

وعلى مدار قرون كان خان الخياطين أبرز الوجهات التجارية لأهالي لبنان وخارجها، وكذلك أبرز الوجهات السياحية.

وعلى مدار قرون أيضًا تعاقب الخياطون على الخان، وورثوا المحال والمهنة عن آبائهم وأجدادهم، وبقي منهم مَن بقي وغادر من غادر، ولا يزال قلة من الخياطين متشبثين بالمكان، وأغلبهم مسنّون.

قباب السقف ونوافذ تراثية لخان الخياطين في لبنان الذي بني في عهد المماليك (الجزيرة مباشر)

إقبال ضعيف ولكن

وظهر الخان، من خلال كاميرا الجزيرة مباشر، قليل الحركة، وضعيف الإقبال، وهو ما اشتكى منه الخياطون في الخان.

وقالوا إن حركة البيع والشراء انخفضت، خاصة مع توجه غالبية الناس إلى شراء الملابس الجاهزة وعدم الاعتماد على المحاكة يدويًّا في المحال، وأصبح جزء كبير من عملهم يتركز في إصلاح الملابس الجاهزة.

وقال آخرون إن أكثر ما يباع في الخان هو العبايات والزي الشرعي للمسلمين، وبدرجة أقل الأزياء التراثية اللبنانية، التي كان يشتيرها السائحون، لكن مع الإقبال الضعيف على السياحة في لبنان انخفضت مبيعات هذه الأزياء.

وطالب بعضهم من وزارة السياحة اللبنانية الترويج لمدينة طرابلس، وفي القلب منها خان الخياطين، وإبراز تراث وتاريخ الخان.

وقال مسنّ إنه يعمل في الخان منذ قرابة 80 عامًا، إذ ساعد والده وكان يحمل القماش من التجار إلى الخياطين في الخان، وأكد أن حركة التجارة في الخان كانت واسعة، من عرب وأجانب، لكن الوضع حاليًّا تغير وهجر كثيرون المهنة.

وأشار المسنّ إلى غطاء وسادة لونه أحمر، وقال إنه صنعه قبل 70 عامًا، وظهر الغطاء مطرزًا باللون الذهبي ومكتوبًا عليه “لبنان”، معربًا عن مدى حبه لوطنه.

غطاء وسادة مصنوع منذ 70 عامًا (الجزيرة مباشر)

وبحسب المؤرخين فقد بني خان الخياطين في القرن الرابع عشر الميلادي في عهد المماليك الذين حرصوا على إيجاد خان خاص للخياطين في المدينة بهدف الحفاظ على مهنة الخياطة التي كانت تشتهر بها طرابلس إلى جانب صناعة النسيج، حيث كان يوجد فيها أواخر العهد الصليبي أكثر من 4 آلاف نول.

وقد أراد المماليك أن يكون خان الخياطين للمهنة والتجارة، فتركزت أعمال الخياطة وعرض الأقمشة والألبسة العربية في الطابق الأرضي، وكان الطابق العلوي يستخدم فندقًا للنزلاء في بداياته. ويضم الخان العديد من المحلات التي لا يزال أصحابها يحرصون على الحفاظ على هذه المهنة وتوريثها لأبنائهم.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان