حكم من قُتل بزلزال المغرب أو سيول ليبيا.. هل يعد شهيدا؟ (فيديو)
قال رسول الله ﷺ من رواية أبي هريرة “الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله”، متفق عليه

منذ وقوع زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، كثُرت التساؤلات بشأن حكم مَن قُتل بالكارثة وما إذا كان يعد من الشهداء، وتأثير هذا الوصف في التخفيف عن أهله وذويه.
وجاءت الإجابة سريعة ومباشِرة من الدكتور عبد العظيم صغيري -أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بكلية الشريعة في جامعة قطر– وهي أنه بالفعل يعدّ شهيدًا.
وأشار خلال برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر، إلى أحاديث كثيرة في صحيحي البخاري ومسلم تدل بما لا شك فيه على أن قتلى الهدم والزلازل ومَن تردّى من مكان عالٍ ومن مات من مرض في بطنه، يعدّون من الشهداء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة “الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله”، متفق عليه.
الوجه الآخر للكارثة
ولفت الدكتور عبد العظيم إلى مسألة أخرى اعتبرها “مهمة جدًّا”، وهي الوجه الآخر في النظرة إلى تلك الكوارث، فقال “هذا الذي قبض الله روحه في الكارثة وأفضى إلى رب رحيم وأفضاه وهو شهيد، والشهيد لا يشعر بوجع الموت وسكراته إلا كما يشعر الواحد منا بالقرصة كما دلت على ذلك عشرات الأحاديث النبوية الشريفة. هذه منحة من الله”.
وتابع “لماذا ننظر إليها فقط من زاوية كونها محنة أو عقوبة أو فقدا أو وجعا. يجب أن ننظر إليها من الزاوية الأخرى، وهذا يعطينا مسألة في غاية الأهمية وهي أن المسلم عندما ينظر إلى أن من فقده من أهله وأحبابه وخُلّص عائلته قد انتقل إلى الله تعالى وهو شهيد فهذا يخفف من الوجع ومن حدة المعاناة”.
واستطرد “وبالتالي نعيش نوعا من التوازن النفسي الذي غالبا ما يفقده الناس الذين يعيشون تحت الكوارث، فهم يضجون ويُفتنون وقد يصاب بعضهم بالجنون، لكن الشرع الحكيم يعطينا هذه الأدوات والآليات كي نوطّن أنفسنا على الرضا بالقضاء والقدر، وهذا هو التوازن”.