محمد العزيز عاطف.. هكذا سخّر الفنان موهبته لخدمة القضية الفلسطينية (شاهد)
يمتلك عاطف، موهبة الخط العربي والرسم على الجداريات في مناسبات اجتماعية ودينية ووطنية

“أنا ما بعرف أرسم إلا عن القضية الفلسطينية”.. بهذه الكلمات عرّف الفنان والرسام الفلسطيني محمد العزيز عاطف نفسه.
وأضاف “قد يعتبر البعض هذا ضعفًا في الفنان واعترف بهذا الضعف وأرحب، بل أحب الفن كأداة للتعبير عن قضية بهذا السمو الكبير كالقضية الفلسطينية”.
واستكمل “أنا مشتغل بالفنون البصرية منذ الطفولة تقريبًا”، مؤكدًا أن بدايته كانت بفن “الجرافيتي” على جدران مخيم العروب في الخليل حيث انتهى به المطاف بعد رحلات نزوح عديدة.
ومنذ نعومة أظافره يمتلك عاطف، موهبة الخط العربي والرسم على الجداريات في مناسبات اجتماعية ودينية ووطنية، كخروج معتقل من السجن، أو عودة الحجيج من الأراضي المقدسة أو فرحة تخرج طالب في جامعته.
دمج الخط العربي مع الفن التشكيلي
وأكد الفنان الذي اشتهر بلوحاته الوطنية التي تتناول القضية الفلسطينية، على إتقانه الخط العربي والفن التشكيلي.
ولم تمنعه جدران السجن من التوقّف عن موهبته، فقد اعتقل عاطف عام 2021، وخلال فترة سجنه رسم أكثر من 300 لوحة فنية، وأقام معرضًا فنيًا مكون من 40 لوحة أطلق عليه “غرفة 14” نسبة إلى الزنزانة التي قضى فيها 8 أشهر بسجن عوفر.
ويتحدث عاطف الذي كان أسيرًا محررًا عن تجربة سجنه موضحًا أنها كانت فريدة، وقال إن اللوحات التي أنتجها خلال فترة اعتقاله كانت تعبر عن “الحروفيات” الذي يدمج بين الفن التشكيلي والخط العربي إذ يتقنهما عاطف.
“غرقتُ في تفاصيل الأشلاء والحطام”
ويستعرض التأثير القوي للفن في نفسية الفنان قائلًا “كنت أرسم لوحة عبارة عن حطام وأشلاء”، مؤكدًا أن اللوحة أصابته بحالة نفسية سيئة أكثر من مشاهداته للحرب لأنه “غرق في تفاصيل الأشلاء والحطام”.
ويضيف أنه تأثر نفسيًا بشدة بلوحة فنية كانت تستهدف خط أسماء الأطفال الذين استشهدوا في غزة خلال العدوان، ولكن اللوحة لا تتسع إلا لبضع مئات من الأطفال، موضحًا “شعرت نفسي مشاركًا في اغتيال الأطفال التي لم أجد لها مكانًا لخط أسمائها على اللوحة”.
وأشار إلى أن الحرب والإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تقصف كل شيء على الصعيدين المادي والفني، مؤكدًا كبر حجم الخسارة المادية وتأثيرها.
وعن رسالته لأهل غزة يقول “أنا أقل بكثير، ومن ليس تحت القصف أقل بكثير من أن يخاطب أهل غزة “، مشيرًا إلى احتياج غزة للمساعدات في أزمتها الراهنة.