صلاة الاستسقاء.. حكمها وسببها ومواقيتها وكيفية أدائها
صلاة الاستسقاء سنّة مؤكدة عند حصول ما يوجبها وهو انحباس المطر واحتياج الناس إلى الماء؛ لجدب الأرض والخوف على الزرع ونحوها.
تعريفها
الاستسقاء هو طلب سقي الماء من الله تعالى عند حاجة العباد إليه، على صفة مخصوصة؛ وذلك إذا أجدبت الأرض، وانحبس المطر.
حكمها
هي سنة مؤكدة لقول عبد الله بن زيد “خرج رسول الله ﷺ يستسقي فتوجَّه إلى القبلة، يدعو وحَوَّل رداءه، وصلى ركعتين، جهر فيهما بالقراءة”.
سببها
انحباس المطر؛ لأن النبي ﷺ كان يفعلها لذلك.
وقتها
وقت صلاة الاستسقاء واسع، والأوْلى أن تكون وقت الضحى كصلاة العيدين.
قال ابن قدامة: وليس لوقت الاستسقاء وقت معين، إلا أنها لا تفعل في وقت النهي بغير خلاف، لأن وقتها متسع.
كيفيتها
ثبت عن النبي ﷺ أنه استسقى على وجوه عدة:
- صلاة الاستسقاء كصلاة العيد، لقول ابن عباس “صلى النبي ﷺ ركعتين كما يصلي في العيدين”، فيستحب فعلها في المصلى، كصلاة العيد ركعتين، من غير أذان ولا إقامة يكبر في الأولى سبعًا وفي الآخرة خمسًا.
- أن يصلي الإمام بالمأمومين ركعتين في أي وقت غير وقت الكراهة يجهر في الأولى بالفاتحة والأعلى، والثانية بالغاشية بعد الفاتحة.
- الاستسقاء على أي صفة كانت، فيدعو الإنسان، أو يستسقي في صلاته إذا سجد، فإن النبي (استسقى على منبر المدينة) استسقاء مجردا في غير يوم جمعة، ولم يحفظ عنه ﷺ في هذا الاستسقاء صلاة، واستسقى ﷺ وهو جالس في المسجد فرفع يديه ودعا الله عز وجل.
- استسقاء الإمام على المنبر يوم الجمعة في أثناء خطبته، فقد استسقى النبي ﷺ على المنبر يوم الجمعة.
الخطبة فيها
يسن أن يخطب الإمام في صلاة الاستسقاء بخطبة واحدة بعد الصلاة، تكون جامعة وشاملة، يأمر فيها بالتوبة، وكثرة الصدقة، والرجوع إلى الله، وترك المعاصي.
وينبغي أن يكثر في الخطبة من الاستغفار، وقراءة الآيات التي تأمر به، ويكثر من الدعاء بطلب الغيث من الله تعالى ويستقبل القبلة في أثناء الدعاء.
السنن التي ينبغي فعلها فيها
- أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي ﷺ، ويستقبل القبلة في آخر الدعاء، ويحوِّل رداءه، فيجعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين، وكذلك ما شابه الرداء كالعباءة ونحوها، فقد ثبت أن النبي ﷺ حَوَّل إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو، ثم حوَّل رداءه، وقيل: الحكمة من تحويل الرداء التفاؤل بتحويل الحال عما هي عليه.
- أن يخرج إلى صلاة الاستسقاء جميع المسلمين، حتى النساء والصبيان.
- أن يتنظف لها، ولا يتطيب، ولا يلبس الزينة؛ لأنه يوم استكانة وخشوع، ويخرج متواضعًا، متخشعًا، متذللًا، متضرعًا؛ لقول ابن عباس “خرج النبي ﷺ للاستسقاء متذللًا، متواضعًا، متخشعًا، متضرعًا”.
- عند نزول المطر يُسَنّ أن يقف في أوله ويكشف عن بعض بدنه ليصيبه منه ويقول “اللهم صَيِّبًا نافعًا”، ويقول “مُطرنا بفضل الله ورحمته”.
- إذا كثر المطر، وخيف من الضرر، يسن أن يقول “اللهم سقيا رحمة، ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق”، “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر”.
- يستحب عند الدعاء في الاستسقاء رفع ظهور الأكف، فعند مسلم عن أنس أن النبي ﷺ استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
بعض الأدعية الواردة
- قال الشافعي: وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه يرفعه إلى النبي ﷺ أنه كان إذا استسقى قال “اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا مجللا عاما، طبقا سحا، دائما، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم إن بالعباد والبلاد، والبهائم، والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض. اللهم ارفع عنا الجهد، والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا”. قال الشافعي “وأحب أن يدعو الإمام بهذا”.
- وعن سعد أن النبي ﷺ دعا في الاستسقاء فقال “اللهم جللنا سحابا كثيفا، قصيفا دلوقا، ضحوكا تمطرنا منه رذاذا، قطقطا، سجلا، يا ذا الجلال والإكرام” رواه أبو عوانة في صحيحه.
- وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله ﷺ إذا استسقى قال “اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت” رواه أبو داود.