فريدة من نوعها.. مدرسة إيطالية تعلّم روادها “فقط” تذوق زيت الزيتون
لتمييز الزيت الأصلي من المغشوش
تستمر فعاليات المعرض الدولي للمنتجات الغذائية (CIBUS) في مدينة بارما الإيطالية، الذي يُعَد أحد أهم المعارض المخصَّصة لقطاع الأغذية الزراعية في إيطاليا.
وفي جناح المؤسسة الزراعية لمنتجي زيت الزيتون في إيطاليا المعروفة باسم (كولديريتي)، تشارك مدرسة (إيفو سكول) وهي مدرسة معنية بتعليم المستهلكين مهارات تذوق زيت الزيتون، ومعرفة الأصلي منه والمغشوش.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsازدهار زراعة الزيتون في ولاية كلس التركية (فيديو)
قرض من البنك الدولي إلى تونس لتمويل الربط الكهربائي مع إيطاليا
عجز استثماري مصري مع إيطاليا!
وكان من اللافت اصطفاف مجموعة من الناس بدوا كأنهم متعلمون في فصل دراسي أو طلاب في محاضرة بالجامعة، جالسين منصتين لمن يؤدي دور المعلم ويحدثهم بالإيطالية، وهو يمسك بيديه عبوة صغيرة يشرب بعضًا منها، وكذلك يفعل المتدربون الذين زاد عددهم على العشرين.
وعن مهارة التفريق، قال المحاضر للجزيرة مباشر “ما عليك هو أن تضع كمية بسيطة من زيت الزيتون في وعاء وتقوم بتدفئته بيديك لمدة دقيقة أو دقيقتين، ثم بعد ذلك تحاول شم الرائحة بأنفك، ستجد رائحة نفاذة”.
وأضاف “بعد ذلك، اشرب أو ارتشف رشفة من الكوب الذي به زيت الزيتون، ستجد أن الزيت قد أثر في حنجرتك وأنت تبلعه لتشعر بسخونة وقد تكح كحة خفيفة ما تلبث أن تذهب، وهذه الأعراض كلها هي ما تؤكد أنك قد حصلت على زيت زيتون خام أصلي وتشتريه إذا أردت”.
تكلفة الدورة 600 يورو
ويقدم ممثلو المدرسة ورشة لتعليم هذه المهارة مجانًا، لتكون بمنزلة إعلان عن المدرسة التي يقع فرعها الرئيس في العاصمة روما، وتقدم دروسًا مكثفة للمستهلكين من جميع الأعمار والفئات عن هذه المهارة، في محاولة منهم للحفاظ على سمعة زيت الزيتون الإيطالي الذي يُعَد علامة تجارية مميزة في العالم كله، وذلك مقابل مبلغ من المال.
وكشف دانيال -أحد المشاركين- عن سبب اهتمامه ومشاركته في هذه الدورة، قائلًا “هذه الدورة مجانية الآن، لكنها تُكلف ما لا يقل عن 600 يورو، والمدرسة بعيدة في العاصمة روما، وأنا أعيش هنا في بارما”.
وأضاف “من المهم وأنت تشتري، وربما مستقبلًا تبيع زيت الزيتون، أن تتعلم طريقة معرفة الزيت الأصلي من غيره، وبما أنها حصص مجانية فهذه فرصة، كما أنهم يمنحونني شهادة بذلك”.
إنتاج إيطاليا من زيت الزيتون
وفي حديثه للجزيرة مباشر، أكد لوكا كوتي رئيس رابطة منتجي زيت الزيتون (كولديرتي) أهمية الحفاظ على معايير الجودة العالمية لزيت الزيتون الإيطالي، موضحًا “تمتلك إيطاليا 150 مليون شجرة زيتون، تمثل حجم مبيعات تبلغ قيمتها 3 مليارات يورو سنويًّا (3.21 مليارات دولار) وتدعم 400 ألف شركة”.
وتسبّب التغير المناخي الذي شهدته أوروبا خلال فصل الصيف من الأعوام الماضية في تأخر هطول الأمطار وزراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون تباعًا.
وعليه، دعت الرابطة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون (أونابرول) إلى خطة وطنية للمساعدة في توفير المياه، وظهرت دعوات لإنشاء أحواض لجمع مياه الأمطار في الشتاء لإعادة استخدامها خلال فترات الجفاف.
وأدّت هذه التغيرات إلى انخفاض إنتاج زيت الزيتون وارتفاع أسعاره في الدول الأوروبية، فخلال سنة 2022، انخفض إجمالي إنتاج زيت الزيتون في الاتحاد الأوروبي بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق. وكانت إيطاليا على رأس قائمة الدول المتأثرة سلبًا، إذ تستهلك 15% من زيت الزيتون المنتج في العالم.
المعرض الذي يقام سنويًّا في مدينة بارما الإيطالية، يقدّم مجموعة واسعة من الخدمات والمنتجات. وإضافة إلى المواد الغذائية، يوفر المعرض خدمات مجانية بما في ذلك مؤتمرات وورش وبرامج طبخ وصفوف لتعلُّم مهارات متعددة.