سيول أفغانستان.. ضحايا بالمئات ولا طرق ممهدة لإيصال المساعدات (صور)

وصلت مساعدات من الطعام والأغطية لكنها غير كافية

أعلنت المنظمة الدولية البريطانية لإنقاذ الطفل، أن قرابة 40 ألف طفل فقدوا بيوتهم في ولاية بغلان إثر السيول التي اجتاحت ولايات شمال شرق أفغانستان مؤخرا.

وبحسب المنظمة فإن عدد الضحايا وصل إلى 400 ضحية، إضافة إلى تدمير 4 آلاف منزل وتشريد أكثر من 80 ألف شخص.

واجتاحت السيول ولايات غور وفارياب وبدخشان وجوزجان للمرة الثالثة خلال الأيام العشرة الماضية، وكان أكثر الأضرار من نصيب ولاية غور، حيث أدت السيول الطينية إلى تخريب آلاف البيوت ومئات المحلات التجارية وآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، وبحسب المسؤولين المحليين أدت السيول إلى تدمير 80% من مدينة فيروز كوه، عاصمة ولاية غور.

و صرح عبد الواحد حماس، الناطق باسم والي غور بأن 50 شخصا، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم، إضافة إلى عدد من المفقودين، كما هدم أكثر من 2000 بيت و2500 محل تجاري في مركز الولاية والمديريات التابعة لها.

قرابة 40 ألف طفل فقدوا بيوتهم في ولاية بغلان

المساعدات الدولية

وعلى الرغم من استمرار دخول المساعدات الدولية، فلا يزال أهالي المناطق المنكوبة ومئات من السكان الذين فروا إلى الجبال المحيطة بالمنطقة للاحتماء، في العراء يشتكون من عدم وصول المساعدات إليهم أو من أنها لم تكن كافية.

يقول محمد أجمل أحد سكان المنطقة: “لحسن الحظ استطعت الفرار مع عائلتي إلى الجبل القريب من القرية لكننا لم نستطع حمل أي شيء، لقد فقدنا بيتنا وماشيتنا وأرضنا الزراعية، الآن نحن لا نملك سوى الثياب التي نرتديها، ونحن نطالب حكومة الإمارة الإسلامية بمساعدتنا”.

وعن المساعدات العاجلة يقول: “نعم لقد وصلت بعض المساعدات من الطعام والأغطية لكنها غير كافية، فنحن قد فقدنا كل شيء كما قلت لكم”.

وكانت طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية قد وصلت إلى مطار ولاية مزار شريف تحمل 42 طنا من المساعدات، تتضمن مواد غذائية وخيمًا وغيرها.

وأعلن السفير التركي وصول 20 طنا من المساعدات عبر مطار مزار شريف، وأكد أن حجم المساعدات الإنسانية سيصل إلى 65 طنا سيتم إرسالها عبر الخط الحديدي الذي يصل تركيا بولاية مزار شريف في أفغانستان عبر الأراضي الأوزبكية.

أما روسيا فقد وعدت في وقت سابق بإرسال 21 طنا من المساعدات العاجلة لضحايا السيول.

وزار وفد من الأمم المتحدة والمنظمة الدولية لإنقاذ الطفل ومنظمة الغذاء الدولية، المناطق المتضررة للاطلاع على عملية توزيع المساعدات، حيث تم تقديم المساعدات إلى 15000 من المتضررين في ولاية بغلان، وأكد الوفد أنه سيواصل سفره إلى باقي المناطق المتضررة لمراقبة عملية توزيع المساعدات للتأكد من شفافيتها.

جهود محلية

محليًّا، أرسلت مؤسسات خيرية ورجال أعمال مساعدات من ولايات أفغانستان المختلفة.

وبسبب الدمار الذي أصاب معظم الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة، جمع سكان محليون في القرى المجاورة مساعدات وحملوها على ظهورهم عبر الطرق الجبلية الشديدة الوعورة.

وقال محبّ الله وهو أحد المتطوعين لنقل هذه المساعدات: “نحن مسلمون وعلينا أن نشعر بإخوتنا وأهلنا في المناطق المتضررة، ولذلك قمنا بجمع هذه المساعدات من الأهالي، وسنقوم بحملها عبر الطرق الجبلية.”

 

متطوعون يحملون المساعدات على ظهورهم عبر الطرق الجبلية

تشريد الآلاف

وفر معظم الناجين من السيول إلى المناطق المرتفعة خوفًا من احتمال تجدد السيول، بعد أن أمسوا بلا مأوى.

وقال شاه رحمت أحد الناجين: “لقد فقدت 11 شخصا من عائلتي وفررت إلى هذا الجبل مع الآخرين لأنه لم يعد لنا بيت ولا شيء. لقد جرفت السيول بيتنا وكل ما يحتويه. حتى الملابس والطعام والبستان.. لم يبق لنا شيء، وبعد أن استطعت الحصول أخيرا على خيمة.. تجدد سقوط الأمطار، أنا مع أطفالي في حالة سيّئة ونطالب الحكومة بمساعدتنا، نحن لا نملك خبزا للأكل.. الوضع سيّئ جدا والمساعدات قليلة”.

تجدر الإشارة إلى أن دائرة الأرصاد الجوية حذّرت من احتمال هطل أمطار قوية مجددا في الأيام القليلة القادمة؛ مما قد يؤدي إلى سيول أخرى في عدد من ولايات أفغانستان.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان