مشعر منى.. موقعه وسبب التسمية ومكانته التاريخية والدينية

يقضي فيه الحجاج يوم التروية

مشعر منى (وكالة الأنباء السعودية)

يقضي الحاج بشعر مِنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى تأسيا بسنة النبي محمد ﷺ، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه.

وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلي الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا بدون جمع ويسنّ المبيت في منى. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومبيتهم في مزدلفة.

لماذا سميت منى بهذا الاسم؟

يقول المؤرخون إن تسمية منى أتت مما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمنّي آدم فيها الجنة.

ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى.

أين يقع مشعر منى؟

يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيل مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم.

وهو وادٍ تحَدُّه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، وتحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.

اقرأ أيضًا: يوم عرفة.. فضائله ومآثره وخير الدعاء

مكانة مشعر منى التاريخية والدينية

ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، ففيه رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى ﷺ هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

وذكر بعض المؤرخين أنه كان بمنى مسجد يعرف بمسجد الكبش.

وبمنى نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع على الرسول ﷺ، كما نزلت بها سورة المرسلات، لما رواه البخاري عن عبد الله -رضي الله عنه- قال “بينما نحن مع النبي ﷺ في غار بمنى إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها”.

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة الـ12 من البعثة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلًا من الأوس والخزرج لرسول الله ﷺ، تلتها الثانية في حج العام الـ13 من البعثة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع شمال شرقي جمرة العقبة.

وفي المكان ذاته بنى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور مسجد البيعة عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل “ثبير” قريبًا من شعب بيعة العقبة، إحياءً لذكرى هذه البيعة التي عاهد فيها الأنصار رسول الله ﷺ على مؤازرته ونصرته، وكان ذلك إيذانًا ببدء هجرته هو أصحابه رضي الله عنهم إلى لمدينة المنورة. ولاحقًا، أعاد عمارت هذا المسجد المستنصر العباسي، وهو يبعد نحو 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة.

ماذا يوجد في مشعر منى؟

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاثة التي ترمى، وبه مسجد الخيف، الذي اشتق اسمه مما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ويقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وهو قريب من الجمرة الصغرى.

وقد صلى فيه النبي ﷺ، فعن يزيد بن الأسود قال “شهدت مع النبي ﷺ حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”، وما زال قائمًا حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته عام 1407هـ.

هل الجمرات في منى؟

ويقضي الحجيج في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه.

وكما جاء في القرآن الكريم {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده.

والأصل اللغوي لكلمة تشريق مادة (شرق) ولها ثلاثة معان الأول الأخذ من ناحية المشرق، والثاني صلاة العيد مأخوذ من شروق الشمس لأن ذلك وقتها وأخيرًا ثلاثة أيام بعد يوم النحر وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى وهذا هو الاستعمال الأغلب. وسُميت هذه الأيام بذلك لأن العرب كما قال ابن حجر كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس أي يقطعون اللحم وينشرونه لتقديده.

لماذا لا تبنى فنادق في منى؟

تُعدّ منى منطقة مقدسة مخصصة لأداء مناسك الحج، لذا تُراعى فيها الاعتبارات الدينية والتنظيمية والبيئية بشكل خاص. وبدلاً من إنشاء فنادق دائمة، تعتمد السلطات على توفير بنى تحتية مؤقتة مثل الخيام المُجهزة لاستقبال الحجاج خلال موسم الحج. هذا الأسلوب يُتيح إدارة الحشود وتنظيم المناسك بكفاءة، فضلاً عن الحفاظ على الطابع الروحاني والتاريخي للمكان.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء السعودية

إعلان