“العيدية”.. من قصر الخليفة إلى موروث شعبي مصري
هكذا بدأت قصة “العيدية” في مصر

تعد “العيدية” لفظا اصطلاحيا أطلقه الناس على ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في عيدَي الفطر والأضحى؛ توسعةً على أرباب الوظائف.
وورد ذكر “العيدية” في سجلات الدواوين الحكومية قديما باسم “الرسوم”، وحملت اسم “التوسعة” في وثائق الأوقاف الإسلامية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالعربيَّة على وسائل التواصل بين “الهَبْد” والتَّقعيد
أصداء “النكسة” البعيدة!
كيف نصوم يوم عرفة عند اختلاف الرؤية؟
ويقول الدكتور أحمد الصاوي، في كتابه “رمضان زمان: من الهلال والفانوس ومسحراتي الرسول إلى القطائف والطرائف وإدارة الكعك المعمول”، إن أول ظهور للعيدية كحق لموظفي الدولة بمصر كان في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.

قصر الخليفة
وبحسب المصادر التاريخية، فإنه عندما كان الناس يذهبون إلى قصر الخليفة في العاصمة القاهرة، صباح يوم العيد للتهنئة، كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة.
ويكون الاهتمام الأكبر بالعيدية في عيد الأضحى، حيث كان عيد الفطر هو عيد الحلل والكسوات، وهكذا كانت العيدية أو “الرسوم” توزع في عيد الأضحى، وترصد لها الدولة آلاف الدنانير الذهبية.
للمسلمين والمسيحيين
وتقول الدكتورة الشيماء الصعيدي، المديرة العامة لأطلس المأثورات الشعبية المصرية، إن العيدية توزع على المسلمين والمسيحيين بمصر على حد سواء، وكما كانت الدنانير الذهبية توزع في عيد الأضحى، كان الفاطميون يضربون قطعا ذهبية صغيرة تعرف بـ”الخراريب” وذلك في خميس العهد، وهو أحد المواسم الدينية للمسيحيين، وكان يحتفل به المصريون جميعا، ويعرف بـ”خميس العدس”.

ووفقًا للمصادر التاريخية، فمع زوال دولة الفاطميين، توقفت الدول المتعاقبة عن صرف العيدية أو “الرسوم” لأرباب الوظائف المدنية، واكتفت بصرفها للجنود من المماليك وبصفة خاصة في عيد الأضحى كما كان الحال في زمن الفاطميين.
وكانت النقود التي تصرف بها العيدية، محصورة في 3 أنواع هي: الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والعملات النحاسية وأجزاؤها من الأنصاف والأرباع.
ورغم تغير الدول والحكام، ومرور زمن طويل على زوال الدولة الفاطمية التي ارتبطت بها العيدية، فلا يزال المصريون يتوارثون عادة توزيع “العيدية”، التي صارت موروثا شعبيا يداوم عليه الناس في الأعياد، حيث يحرص الكبار على تقديم العيدية للصغار وسط مظاهر من البهجة.