سير تاريخي في الفضاء.. ملياردير يتجول خارج كبسولة “سبيس إكس” خلال بث حي شاهده الملايين (فيديو)

أول عملية تجوّل فضائي في التاريخ لطاقم رحلة خاصة

نجحت شركة “سبيس إكس”، الخميس، في تحقيق أول عملية تجوّل فضائي في التاريخ لطاقم رحلة خاصة، إذ خرج اثنان من أفراد بعثتها “بولاريس دون” من مركبتهما ببزاتهما البيضاء والرمادية، في صورة تاريخية.

وأظهر بث حيّ للحدث وفّرته “سبيس إكس” أن قائد البعثة الملياردير الأمريكي جاريد إيزاكمان كان أول من خرج من الكبسولة ببزته البيضاء والرمادية مربوطًا بهيكل معدني أطلقت عليه تسمية “سكايووكر” موجود في مقدّم الكبسولة ومكوّن من قضبان.

وظلت عمليات السير في الفضاء، التي تُعتبر واحدة من أكثر أجزاء رحلات الفضاء خطورة، المجال الوحيد القاصر على رواد الفضاء المحترفين منذ فتح الاتحاد السوفيتي السابق الباب في عام 1965، وتبعته الولايات المتحدة.

صورة تاريخية

وبعبارة “هذا رائع”، علّق إيزاكمان على المشهد خلال تجوّله في الفضاء على ارتفاع حوالى 700 كيلومتر فوق الأرض، أي في نقطة أعلى بكثير من محطة الفضاء الدولية التي تتمركز على ارتفاع نحو 400 كيلومتر.

وتلَته في الخروج من المركبة سارة غيليس التي نفذت بخطوات لاختبار أحدث بزات “سبيس اكس”، وهي الأولى المخصصة للتجول في الفضاء، منجزة أحد الأهداف الرئيسية للمهمة.

ومكث كلّ منهما خارج المركبة “دراغون” نحو عشر دقائق، وانتهت العملية بعد ساعة و45 دقيقة من بدئها.

أما عضوا الطاقم الآخران الطيّار السابق سكوت بوتيت والموظفة الأخرى في “سبيس إكس” آنا مينون، فبقيا داخل الكبسولة “دراغون” للتأكد من أن كل شيء يسير كما هو مخطط له، لكنهما تعرضا أيضًا لفراغ الفضاء لدى فتح الفتحة، نظرًا لأن المركبة غير مجهزة بغرفة لمعادلة الضغط.

وكانت بزّات أفراد الطاقم الأربعة مربوطة بالكبسولة بواسطة حبال يصل إليهم الأكسجين من خلالها.

ونظمت مهمة “بولاريس دون” بدفع من إيزاكمان (41 عامًا) الذي يموّل جزئيًا الرحلة بمبلغ لم يُكشف عنه. وتشكّل المهمة محطة تاريخية جديدة في الاستكشاف التجاري للفضاء.

وسارع بيل نيلسون رئيس وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) فورًا إلى تهنئة “سبيس إكس”، معتبرًا أن هذا الحدث “خطوة جبّارة للصناعة الفضائية التجارية”.

بزّات جديدة

وقد خضع أفراد الطاقم الأربعة لتدريبات مكثفة لأكثر من عامين. وتولى تنفيذ كل عمليات التجوّل في الفضاء منذ أولاها عام 1965 رواد فضاء محترفون.

وتدوم عملية التجوّل حول محطة الفضاء الدولية ساعات طويلة، وينفذ خلالها رواد الفضاء مهام فنية جدًا.

واستُمِدَّت بزات المغامرين الأربعة من تلك التي تستخدمها “سبايس إكس” أصلًا داخل مركباتها، لكنها حُسِّنَت لتكون قادرة على تحمل درجات الحرارة القصوى أو تحسين قدرة من يرتدونها على التحرّك.

وهي مجهزة أيضًا بكاميرا، وتظهر معلومات الضغط ودرجة الحرارة والرطوبة الخاصة بالبدلة مباشرة على الخوذة.

وتأمل “سبيس إكس” في أن تتمكن من إنتاج “الملايين” منها، لتمكين البشر من أن يصبحوا كائنات متعددة الكواكب، بحسب هدفها المعلن.

وكان جاريد إيزكمان، وهو رئيس شركة “شيفت 4” المالية، قال خلال مؤتمر صحفي في أغسطس/آب الفائت “ذات يوم، قد يرتدي شخص ما نسخة منها على المريخ، واصفًا مشاركته في اختبارها تاليًا بأنه “شرف كبير”.

مهمتان أخريان

وانطلقت البعثة، الثلاثاء من فلوريدا، وتستمر خمسة أيام، ومنذ يومها الأول، صعدت المركبة الفضائية إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهو أبعد ارتفاع تصل إليه طواقم الرحلات الفضائية منذ بعثات “أبولو” القمرية قبل أكثر من نصف قرن.

ولا تقتصر مهمة الطاقم على التجوّل في الفضاء، بل سيتولى كذلك إجراء نحو 36 تجربة علمية، واختبار اتصال بالليزر عبر الأقمار الاصطناعية بين المركبة الفضائية وكوكبة أقمار “ستارلينك” الاصطناعية التابعة لـ”سبيس إكس” والتي توفّر الإنترنت من الفضاء.

وتدشن مهمة “بولاريس دون” برنامج “بولاريس”، الذي أعلن عنه قبل عامين ونصف عام جاريد إيزاكمان، وهو من المدافعين عن فائدة الاستثمارات الخاصة في تسريع غزو الكون.

ويشمل البرنامج ثلاث مهام. فبعد مهمة ثانية مماثلة، يُفترض أن تشهد المهمة الثالثة أول رحلة مأهولة لصاروخ “ستارشيب” الضخم التابع لشركة “سبايس اكس”، وهو قيد التطوير حاليًا ومخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية

إعلان