“كنت أحمص القهوة في مقلاة البطاطا”.. غزة تعود للمطاحن اليدوية لصناعة البهارات (فيديو)

في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كانت المطاحن تلبي احتياجات السكان من البهارات والقهوة، لكنّ الأوضاع شهدت تغيرًا جذريًا بسبب الحرب الإسرائيلية.

وفي جولة للجزيرة مباشر في أحياء خان يونس، كان اللقاء مع منذر بربخ صاحب محلات بهارات وقهوة، والذي كان يدير مجموعة من المطاحن وسط خان يونس، لكن الحرب أجبرته على النزوح إلى رفح، تاركاً خلفه آماله بعودة الأمور إلى طبيعتها في غضون أسابيع.

إلا أن الواقع كان أشد قسوة، فعندما عاد بربخ، إلى محلاته، وجدها مدمرة بالكامل وأوضح: “كل الآلات كانت قد دمرت لذلك قمنا بإصلاح بعضها، ما وجدناه صالحًا أصلحناه، وما كان متهالكًا استبدلناه”.

ورغم الدمار والخسائر الجسيمة التي تعرض لها بربخ، بما في ذلك فقدانه لمنزله ومحلاته، إلا أنه يصر على الاستمرار حيث قال إنه “في بداية الحرب كنت أحمص القهوة بيدي في مقلاة البطاطا”.

العودة للمطاحن اليدوية في خان يونس (الجزيرة مباشر)

ومع انقطاع الغاز والكهرباء، اضطر بربخ للبحث عن بدائل، ولجأ إلى استخدام العمالة اليدوية لتشغيل ما تبقى من آلات وهو حل كان مكلفًا وشاقًا.

كما اضطر للاعتماد على مصادر كهرباء بديلة غير مستقرة ومكلفة، ما زاد من صعوبة استمرار العمل.

ارتفاع الأسعار سببه اليهود

الجودة التي كان يفخر بها بربخ، قبل الحرب لم تعد كما كانت، إذ أصبحت أصناف كثيرة من البهارات نادرة بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على المعابر.

وأضاف: “على سبيل المثال، خلطة بهار تحتاج إلى 15 صنفًا، لكني أجد 9 منها فقط، ما يجبرني على العمل بجودة أقل”.

وفي سعيه لتجاوز الأوضاع الصعبة، استأجر محلاً جديداً مصنوعاً من “الزينقو” في منطقة المواصي بالقرب من البحر، حيث أجبر الاحتلال الإسرائيلي السكان على النزوح إليها على الرغم أن الإيجار مرتفع، إلا أن هذا الحل مكنه من الوصول إلى زبائنه بشكل أسهل، ما خفف من تكاليف النقل عليهم.

وعن ارتفاع أسعار البهارات يقول بربخ: “ارتفاع الأسعار سببه اليهود الذين يعوقون مرور البضائع في المعابر، كلما تأخرت البضائع في المعبر وكلما احتجزها اليهود، زادت تكلفة التاجر”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان