لماذا تعيش إناث الحيوانات أعمارا أطول من الذكور؟ بحث علمي جديد يجيب

أظهرت دراسة حديثة، نشرت في مجلة “ساينس أدفانسز“، أن الفروق بين أعمار الذكور والإناث ليست مجرد ظاهرة بشرية، بل تمتد لتشمل غالبية الثدييات والطيور، مع اختلافات ملحوظة في الاتجاه والأسباب.
ففي البشر، تتفوق الإناث في متوسط العمر بنحو خمس سنوات على الذكور، وهو فارق حاضر في جميع الثقافات والتواريخ.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4أعدمت الآلاف منذ 2023.. اليابان تنشر وحدات عسكرية لمواجهة هجمات الدببة (فيديو)
- list 2 of 4سلطعونات حمر تحول جزيرة أسترالية إلى لوحة فنية حية (فيديو)
- list 3 of 4لحظة استثنائية.. حديقة حيوان جزائرية ترحب بمولودين نادرين مهددين بالانقراض (فيديو)
- list 4 of 4خنازير برية تقتحم مدرسة إسرائيلية وتسبب حالة من الذعر (فيديو)
وتثبت الدراسة أن هذا النمط يتكرر لدى 72% من أنواع الثدييات، حيث تعيش الإناث أطول بنسبة 12% في البيئات المغلقة (كالحدائق)، وترتفع هذه النسبة إلى 19% في البرية، حيث تزداد الضغوط البيئية والتنافس بين الذكور، كما يحصل مع الأفيال والغزلان.
وتعود هذه الفروق لعوامل جينية وهورمونية، إذ يحمل الذكر كروموسومات “XY” مما يجعله أكثر عرضة للأمراض الوراثية، إضافة إلى تأثير التستوستيرون الذي يقلل من فعالية الجهاز المناعي، فضلا عن نمط الحياة القتالي والمنافسة على الإناث الذي يقلل متوسط أعمار الذكور، وفقا لأستاذ علم البيئة في جامعة أكسفورد روب سالغيرو-غوميز.
على سبيل المثال، يعيش ذكر الأيل سنوات أقل من الإناث بسبب التنافس الشرس خلال مواسم التزاوج، حيث تنمو أجسامهم وأسلحتهم وتتعرض لإصابات خطيرة، مما يؤثر في فرص بقائهم.
وعلى صورة مماثلة، تعيش إناث الفيلة الإفريقية حتى سن الستين في البرية، بينما لا يتجاوز الذكور في الغالب الأربعينيات نتيجة العزلة وتكرار الصراعات.
أما عالم الطيور فيكشف مفارقة معاكسة: في 68% من أنواع الطيور المدروسة، يعمر الذكور أكثر من الإناث، بفارق يصل إلى 25% في الحياة البرية.
ويعود ذلك إلى أن الإناث تتحمل أعباء إضافية مثل إنتاج البيض ورعاية الصغار، إضافة لكونهن يحملن كروموسومات “ZW” مما يزيد تعرضهن للأخطار الوراثية. مع ذلك، تظهر بعض الاستثناءات، مثل طيور الجوارح (كالنسور والباز) حيث تعيش الإناث مدة أطول.

وتتعمق الدراسة في الحشرات والبرمائيات والزواحف، كاشفة أن نمط الحياة الاجتماعي (كما لدى ملكات النحل والنمل) يمكن أن يغيّر جذريا علاقة الجنس بطول العمر، حيث تعيش الملكات لعقود بفضل الحماية الجماعية، في حين يموت الذكور بعد أيام من التزاوج.
وعلى مستوى الإنسان، تؤكد الأبحاث أن تطور المجتمع والرعاية الصحية عزز من تفوق النساء في متوسط العمر، خصوصا مع تحسن خدمات الأمومة والوعي الصحي، رغم أن سنوات العمر الإضافية قد تترافق مع أمراض مزمنة مثل هشاشة العظام والخرف.
وخلصت الدراسة إلى أن أسباب الفروق بين الذكور والإناث في طول العمر ليست بسيطة أو موحدة، بل هي نتاج تداخل بين العوامل الوراثية والهورمونية والسلوكية والبيئية، وأن المنافسة الجنسية وتكاليف التكاثر تؤدي دورا محوريا في رسم هذه الفوارق عبر الأنواع.